لعبة المصالح المدمرة

باسم الشعبي


 - لعبة المصالح المدمرة تقود البلاد نحو الهاوية والمتصارعون لا يبالون بل أصبحوا أكثر غرقا في مصالحهم الخاصة التي يرون أن الصراع سوف يجلبها لهم بينما تنتفي المصلحة

لعبة المصالح المدمرة تقود البلاد نحو الهاوية والمتصارعون لا يبالون بل أصبحوا أكثر غرقا في مصالحهم الخاصة التي يرون أن الصراع سوف يجلبها لهم بينما تنتفي المصلحة العامة من أجندتهم وبالتالي يغيب هذا الشعب عن الحسبان والذي لايرون فيه سوى أدوات يوظفونها في الصراع القذر.
من لهذا الشعب إذن من يصارع من أجلهيبدو أن الشعب الذي خرج في ثورة شعبية عارمة في فبراير 2011 وقبله في 2007 في الجنوب أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما لم تلب القوى السياسية تطلعاته ولم تجعل في تحركاتها وقراراتها شيئا من أجل الشعب بعد كل هذه التضحيات بل ذهبت بعيدا تستهلك جهودها في الصراع القديم الجديد محولة البلاد إلى كرة لهب ما أن تنطفئ هناك إلا وتحترق في مكان آخروليس هناك من هدف سوى المصالح المدمرة.
أكثر المتفائلين قبل اندلاع الثورة في فبراير 2011م بالتغيير أصبحوا يعانون من صدمة وإحباط كبيرين بسبب الأدى الذي سجلته النخبة السياسية الحاكمة خلال العامين الماضيين إذ أن مقياس نجاح الثورة هو في ما يلمسه المواطن لا فيما نقوله في المؤتمرات أو نسجله على الورق.
على صعيد الوضع العام لم يطرأ أي تحول ملموس بل توسعت رقعة الفوضى وزاد جريان الدم وتطورت مشاهد القتل من الشمال إلى الجنوب وظلت سلبية السلطات قائمة في التعامل مع هذه الأحداث وكأنها ولد نجيب ومخلص للنظام السابق الذي لاتريد أن تحيد عن أدائه أو تقدم ما يثبت إننا نلج عهدا جديدا.
لا أحد يصارع من اجل هذا الشعب الطيب والمتسامح بل أصبح جزءا كبيرا منه يوظف كأدوات بيد المتصارعين على سلطة منقسمة رغم الوفاق وبلد مهتريء وممزق هو أحوج ما يكون للتقارب والتصالح والسلام لإعادة بنائه من جديد.
لعبة المصالح إذا لم تتوقف وحدها ستقضي على ما تبقى من بلد وستدمر ما تبقى من مقدرات للشعب وستقود الجميع صوب فوضى لا تتوقف ولا يمكن التكهن
بمالاتها.
b.shabi10@gmail.com

قد يعجبك ايضا