لسعة البخور.. والبروفيل

محمد المساح


 - جاءت تتهادى.. قبل أن تمد يدها لتسلم على صاحبي كان رائحة البخور قد سبقتها.. رائحة ندية عطرة خمير.
ورغم أن حاسة الشم قد انتهت

جاءت تتهادى.. قبل أن تمد يدها لتسلم على صاحبي كان رائحة البخور قد سبقتها.. رائحة ندية عطرة خمير.
ورغم أن حاسة الشم قد انتهت صلاحيتها» رغمها انسابت الرائحة وتغلغلت في النسغ.
كنت حينها جالسا بجانب صاحبي وكان كف يدها صدر يمام حين مدتها.. ونهضت تبجيلا وكأن جسدي تمرد على عقلي ولوحده انتفض.
مددت يدي ولامستها بخفة حسب التعود والخجل الأبدي المصاحب لنا.
تبادلت كلمات مع صاحبي لم.. اسمعها وأنا أتركهما ذهبت في سبيل حالي.
لكن سكين كفها الرخو.. وفي تلك المساحة البضه من طرف البنصر الأصبع الصغيرة حتى بداية الرسغ ولسعة الأصابع بجمرة البخور وظل الحرق يسري في النسغ وأنا أسير في الشارع.
وجهها أبيض بباض حالي كان جانب وجهها الأيسر يستقبل شعاع «البروجيكتور جهاز الإضاءة والجانب الأيمن من الوجه يصل إليه ضوء واني خفيف يأتي من قنديل كهربائي من سقف الصالة وكأنه ضوء شمعة .. فتبدي وجهها في الضوءين وعلى الجانبين شفافا كالبلور.
ظل الوجه في تلك الهنيهة سابحا في الضوء الشفاف ومن يحزر إليه حينها يرى الوجه كاملا بجانبيه وكان الوجه البض الجميل بتلك الشفافية العجيبة منشورا ضوئيا لوحده.
امتص الضوء من الجانبين وأصبح يشع لوحده قمرا يتلألأ .. منفردا له شعاعه الخاص وضوؤه الشفاف العجيب.

قد يعجبك ايضا