ليس كل ما هو غربي شيطان رجيم !!
عبد الرحمن بجاش
في احد مرافئ نجمة الصباح ميسون ابو بكر انخت زورقي !! وقضيت دقائق مستمتعا بخواطرها في مقارنة عقدتها بيننا وبيننا وبين الامريكان , والنتيجة كما هو متوقع ليست ولن تكون في صالحنا !! , وهي مسالة طبيعية لا يمكن ان ننكرها, فنحن كعرب متخلفون حتى العظم , وهم بكل بساطة يبنون حياة اخرى ويتعلمون, لقد جرت العادة على النظر إلى أن كل ما يأتي من الغرب شر مستطير, منهم يأتي التآمر, ومن عندهم تصدر الثقافة المعلبة ليغزونا بها عبر السينما والمسلسلات والسلع وتاييد اسرائيل !!, وهم كفار وإباحيون وماواهم جهنم وبئس المصير , ومن يتهم الغرب بكل الموبقات تراه اول هارب من القمع في بلاده ومن بلادهم وفي بلادهم تراه يوجه كل التهم إلى الغرب على أنه شيطان رجيم , ولا يستطيع ان يقول ذلك في بلاده عن ما هو كائن فيها !! , واكثر من يذهب إلى الغرب تراه فقط يرسل الرسائل إلى صحابه وأهله فقط بعبارة واحدة (بلاد كفر) ولا يتعمق في أسرار تطورهم في كل مناحي الحياة , فلا ترانا نذهب إلى متاحفهم , ولا الى معارض علومهم , ولا الى جامعاتهم , بل ترانا (مكرتنين ) في عزب منها فقط نوجه الشتائم والاتهامات ولا نندمج مع مجتمعات تلك البلدان باعتبارها كافرة , فلذلك ترانا متقوقعبن في اماكننا لا نبرحها فقط نذهب مردا غبرا ونعود من هناك باللحى!!! , أعود إلى ميسون وهي تبحر في بحر امريكا الإنساني والعملي ( شعب يعمل ويعمل في الفنادق ترى عجلة الحياة تدب والموظفين يقومون بواجبهم خير قيام , يعطون العمل كل جهدهم , ويعطون لأجسادهم كل راحتها , وعامل الفندق يتحول إلى مرشد سياحي – مرشد وليس خاطفا سياحيا – , وحين تاتي العطلة تراه يتفرغ لنفسه حتى الثماله مثلما يصل إلى حال التوحد مع العمل كقيمة أخلاقية , هل ترون الفرق ¿¿ , الأسواق ترفع شعار ( الزبون دائما على حق ) فتدلله على الاخر وتسهر على راحته وارضائه , والحدائق كما تتغنى بها ميسون تعمل على إتاحة كل شيء من اجل راحتك واطفالك بالذات (كما تدور في المكان عربة البوليس التي تطمئن لأمنها وسلامة الزائرين وتتاكد من مغادرتهم قبل غروب الشمس) , اما الأطفال ففي الشرق ايام ( الشيوعية) والغرب أيام ( الرأسمالية ) وحتى الآن حيث توحد الجميع شرقهم وغربهم في البورصات تر الطفل هو ما يتفقون عليه إذ لاصوت يعلو على صوته ولذلك فكل شيء من اجله !!!, مثلنا في حديقة الثورة وفي حوارينا أين يلعب اطفالنا كرة القدم !! ليس في صنعاء فقط بل في عواصم العرب جميعا , حين تذهب إلى أي بلد في الغرب – ليت علماءنا يزورون أوروبا من باريس حتى موسكو ليروا ما الذي فعله الانسان, يا ريت – , إذا الغرب ليس شرا مستطيرا , ببساطه هو يبحث عن مصلحة إنسانه ولا نبرر استعماره للآخرين , لكن في المقابل : اين نحن ¿¿¿ ماذا حققنا للانسان ¿¿ وعلى صعيد بنائه وهو ما تنبه اليه الغرب فكرس كل امكاناته لهدف واحد , نحن بالمقابل لا زلنا عند القدمين نختلف ونقتتل على أي منهما له الاقدمية في الدخول , وإلى أن نتفق على حركة اقدامنا ممكن أن نتحدث , الخلاصة أن ليس كل ما هو غربي فبالضرورة ان يكون شرا مستطيرا , ….. فقط كيف نلحق بالغرب ¿¿ يبدو أن السؤال يندرج تحت باب المضحكات المبكيات ….اما الجواب المتوقع فسيكون لا حول ولا قوة إلا بالله ….