الطب ” المريض ” !!
أحمد غراب
الطب في بلادنا اصبح بحاجة لمن يعالجه .
الطب في بلادنا أصبح مهنة من لا مهنة له!
واصبح تعريفه هو الذي يطبطب المريض حتى يطب ساكتا.
الاخطاء الطبية تجاوزت كل حدوود تصوروا ان قضايا الاخطاء الطبية المنظور فيها تتعدى المائة قضية واتحدى ان هناك قانونا تم تطبيقه على أي خطأ طبي.
هذه الاخطاء يذهب ضحيتها ءادميين والخطأ الطبي توسع ليصبح مشكلة مستشفيات وليس اطباء فقط فهناك مستشفيات كبرى اصبح المستوى الطبي فيها متدنيا لدرجة انهم لم يعودوا يعقمون الادوات التي يستخدمونها في علاج الناس.
يوجد لدينا اطباء ماهرون ولكن مع الازمة هؤلاء الاطباء نزحوا الى اعمال خاصة بهم او سافروا إلى الخارج في حين تحولت المستشفيات الى فصول للمتعلمين والمبتدئين وذلك امر لاغبار عليه لو لم يكن ثمن الدروس هو حياة الناس فتجد مريضا ذهب ضحية جرعة تخدير زائدة وآخر وصفوا له مرضا غير الذي فيه وكعفوه بجرعات كيماويه وحين ذهب للخارج اكتشف انه لم يكن فيه اصلا مرض خبيب وانه اصبح بحاجة للعلاج من الخطأ الطبي الذي كعفوه به في بلاده ..
بشكل عام يفترض حماية مهنة الطب من الدخلاء على الطب لان الامور بدأت تختلط امام الناس طالما معك فلوس أنت وضمارك (لا اقول ضميرك) افتح لك مستشفى او مستوصفا او عيادة او صيدلية او مركز أعشاب او على الأقل افرش لك بسطة في أقرب رصيف واهتف بالصوت العالي: “عندنا شربة أعشاب مضمونة للقمل والصراصير والحيوانات الزاحفة وجميع أنواع الحشرات وللمعدة واللثة! صنع محلي.. اتحدى اليابان اتحدى الصين تصنع مثلها التجربة مضمونة”..
الطب في بلادنا أصبح سوقا بلا راع طبيعي أن يتحول الناس كلهم إلى دكاترة الصيدلي والمخبري والجزار والبواب والسائق والميكانيكي والمقوت وصاحب البوفية والبنشري دبلوم وإعدادية وأمية وعمياء تخضب مجنونة. وليس بعيدا أن نكتشف ان صاحب عربية الكبدة أصبح جراحا بارزا في زراعة الكبد وبائع القات الصوطي أصبح جراح مخ وأعصاب وعلي عنبة أصبح جراح قلب.
إننا أكثر شعب بارع في تقديم الوصفات في كل شيء ما نعرفه وما لا نعرفه اركب فوق حافلة وقل: “عندي صداع بطني بتوجعني” ستجد جميع الركاب في الحافلة وقد تحولوا إلى دكاترة وبروفيسورات.. هذا يقول لك: “معي لك شربة ما بعدها الا العافية” وثان يوصفك على ولي صالح جنب بيتهم أول مايمسح على بطنك تبرأ وثالث يقول لك: “شوف لك بقرة تلحس رأسك” ويقسم لك ان لسان البقر شفاء من الصداع ورابع يوصف لك علاجا موجودا في أقدامك قائلا: “شل حذاءك واربطها في رأسك”.
وانت ماشي بالشارع او السوق او باب الجامع تتفاجأ بشخص يوزع أوراقا دعائية أول ما تقرأها تتساءل بحيرة: “كيف يمكن أن يوجد بلد يعيش في القرن الحادي والعشرين يستطيع أي شخص فيه ان يوزع منشورات على الناس تفيد بأنه يملك علاجا للأمراض التي عقمت مستشفيات العالم أن تجد لها علاجا”!!
المواطنون أصيبوا بخيبة أمل كبيرة من الطب اليمني وفقدوا الثقة في كلام الأطباء وانقسم الناس إلى قسمين: المقتدرون على العلاج بالخارج والنازحون من المستشفيات إلى المشعوذين وأصحاب الفرشات ومستشاري الغدراء وأصحاب الشربات والخلطات والجلطات.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين