الأكثر رشدا

عبدالرحمن بجاش


 - ليس الغرض من الكتابة عن أي رجل من الكبار أدوارا ,التلميع أو محاولة التملق أو النفاق كما قد يذهب إليه خيال بعض الصغار , بل إن الهدف الأسمى لمثل كذا كتابات الإحساس
عبدالرحمن بجاش –

ليس الغرض من الكتابة عن أي رجل من الكبار أدوارا ,التلميع أو محاولة التملق أو النفاق كما قد يذهب إليه خيال بعض الصغار , بل إن الهدف الأسمى لمثل كذا كتابات الإحساس بالواجب تجاه أجيال بسبب أنانية جيل الكبار سنا وليس دورا في معظم الأحيان فقد نسي من يستحق أن يشار إليه بأصبع التقدير ومشاعر الامتنان أن يشار إليهم, الذين من أجل أمثالهم تصطف الشعوب تقديرا لعطائهم وبذلهم , ولن أنسى ما حييت تلك الروسية ( تانيا ) عاملة البوفيه , التي طالما تعاملت مع مريديها من الطلبة بحنان ولهفة الأم وابتسامة مدينة موسكو العظيمة التي سعى لإخضاع عنفوانها نابليون , لكنه أمام هيبتها وجبروت معنى أن تكون مدينه خاطبها كما يخاطب العاشق معشوقته ومن على تلالها المشرفات على قبابها الذهبية ( وأخيرا يا موسكو ) , ولما لم يكن بنظرها سوى محتل فقد لفظته إلى الأبد لتنهي حياته من كان يعتبرها مليكة قلبه فإذا بها تعشق الخيل لتقتله غيرة , ليموت بحسرة و غيرة العاشق المتيم في سجن كورسيكا معذبا ليس بالكف الذي تلقاه من الجنرال ثلج في روسيا ولكن من نار اشتعلت بسبب تجاهل الحبيبة, وتانيا ذات صباح مشمس لمعت فيه ذهبياتها أذهلتني كان ذلك يوم انتصار السوفييت على الفاشية والروس هتفوا طوال الليلة الأولى ومن نوافذ مساكنهم( هورا ) أي النصر , لتفاجئني عاملة البوفيه بنياشين العزة والسمو والتضحيه من أجل روسيا تحتل مساحة فوق قلبها , قال يوسف ايفانوفيتش ( تانيا آحد أبطال الحرب العالمية الثانية ).
في بلادنا لا يشار لمن قدم وبذل إلا استحياء أو تشفيا !!! !!. راشد محمد ثابت أو الرجل الأكثر رشدا احد الرجال الذين يفترض أن نرفع لهم أيدينا بالتحية , فحين قاوم الناس في الشطر الآخر من القلب كان فدائيا , وحين تهيأت البلاد كلها لاستحقاقها الذي تأخر طويلا كان احد نصف علائم الوحدة اليمنية وكان نصفها الآخر يحيى العرشي حيث كون الاثنان صمام أمان يعمل حين تتم محاولة إعطاء العقل إجازة , كما كون دور اللواء علي صلاح نائب رئيس الأركان ونظيره في عدن أيامها صمام العقل العسكري حين يشطح السياسيون فتقترب البلاد من الهاوية فيقفون كما وقف ثابت والعرشي كصمام آخر حين كان العسكريون يتحسسون بنادقهم !! , وعلى الصعيد الإنساني فراشد محمد ثابت عنوان التواضع المترفع في أبرز تجلياته , وفي ميدان الدبلوماسية كان احد عناوينها البارزة , كما كان نصفه الآخر عنوانا آخر وبارزا في العمل الدبلوماسي , وقد خيل للبعض غيرة أنهم أودعوهما صندوق النسيان ليتصدروا مشهد الفعل, لكن الرجل وصاحبه يسكنان الأن قلوب التقدير والاحترام بين جوانح الذين يعرفون ويعلمون دوريهما , وفي الأول والأخير كنا نتمنى أن يكونا محل استشارة في لحظة الانتظار الوطنية الأكثر رهبة التي نقف في محطتها ننتظر عربات القطار إلى أين تتجه , نحن نريدها ألا تتوقف سوى في محطة الدولة بالصيغة التي تناسب ويتوافق الناس عليها بدون مغالطة ولا ادعاء ولا تسجيل مواقف ولا نوايا باطنية. لا أملك باسم كل الطيبين وهم غالبية هذا البلد إلا أن أقول : راشد محمد ثابت نحن من مقيل الخميس حتى ديوان الوطن كله … نحترمك وندري من أنت وأي فعل كنت ولا تزال .

قد يعجبك ايضا