هل ننقذ اليمن ¿!
أحمد غراب

استقبل اليمنيون العام الجديد بتفاؤل حذر مصحوب بدعوات خالصة وآمال معلقة.
يحتشد الشعب في جبهة الأمل يترقب حلا شاملا للقضية الجنوبية وإنهاء للحرب الطاحنة في صعدة وما حولها والتي ذهب ضحيتها عشرات اليمنيين وايقاف الهجمات البربرية التي تطال أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء بما يترتب عليها من خسائر فادحة كادت تقضي على ما تبقى من اقتصاد يلفظ أنفاسه وبحاجة إلى عملية انعاش عاجلة.
ومما بعث على التفاؤل افتتاح الرئيس هادي للمدينة الطبية للملك عبدالله في صنعاء الامر الذي اعطى انطباعا ايجابيا للناس بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الاشقاء بالمملكة العربية السعودية في دعم امن واستقرار واقتصاد اليمن بما يمكنه من تجاوز النفق المظلم الذي يعيشه.
حالة الانتعاش السياسي تبدت واضحة من خلال اجماع فرقاء الساسة على حالة اتفاق وفي المقابل كانت حادثة الاغتيال التي شهدتها العاصمة عدن أول خبر سيئ يتداوله الناس في العام الجديد ما عكس لديهم تخوفاتهم من استمرار حالة الفلتان الأمني التي شهدها البلد في العام السابق وهو الأمر الذي يلقي بالمزيد من المسؤولية على عاتق الأجهزة الأمنية لتلافي نقاط ضعفها بما يحفظ امن الناس ويساهم في تعزيز شعورهم بالأمن والاستقرار وبناء الدولة الجديدة.
هل يعبر الرئيس هادي بالبلد الى المحيط الهادي ¿
وهل يتجاوز البلد حالة الشلل التي يعاني منها اقتصاديا وأمنيا وسياسيا خلال العام الجديد.
اعتقد أن مسؤولية انقاذ اليمن تقع على عاتقنا جميعا أما أن نكون يمنيين أو لا نكون.
خلال العام الماضي كان الرئيس هادي في موقف لا يحسد عليه :
الأحزاب احرجوه بمحاصصاتهم
المتصارعون احرجوه بمؤامراتهم
الحكومة احرجته بفشلها
الأمن احرجه بعجزه
أميركا احرجته بضربات طائراتها
الاشقاء في الجوار احرجوه بترحيل المغتربين
الجماعات المسلحة احرجوه بحروب مفاجئة او هجمات مباغتة
القبائل احرجوه بالخطف وضرب الكهرباء وأنابيب النفط
المشائخ احرجوه بالضغوط من اجل مصالحهم
الحوار احرجه بتعثره
الهيكلة احرجته بتحولها الى عظمية بدلا من تنظيمية
الحراك احرجه بالمطالبة بالانفصال ..
الجميع يترقبون وعلى اهدابهم الأمل أن يكون العام الجديد بإذن الله عام خير وبركة لليمن يخرج فيه من عنق الزجاجة إلى أفق يمن جديد.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم أرحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين
