لماذا نخجل من تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية !
د/ عبد الله علي الفضلي

د/ عبد الله علي الفضلي –
لقد تعودت وسائل الإعلام اليمنية المختلفة كما دأبت بعض الأقلام الصحفية على تسمية الحراك الجنوبي بالحراك السلمي ولست أدري متى كان الحراك الجنوبي سلميا وهو يحمل على كتفه كل أنواع الأسلحة بلا حياء أو خجل منذ أول يوم بدأ فيه الحراك حراكه.
ولقد استخدم الحراك سلاحه في كل حركاته وتحركاته فقتل واغتال ونصب الكمائن وشرد وعذب وطرد كل شمالي مقيم أو زائر لأية محافظة جنوبية وأحرق ونهب ممتلكاتهم وتقطع وأرعب وأرهب وأخاف كل مسافر إلى عدن على مدى الست السنوات الماضية ! حتى يومنا هذا .
وكان الحراك الجنوبي وما يزال يعتدي بكل أنواع الأسلحة ويهاجم المعسكرات الأمنية ومعسكرات القوات المسلحة المرابطة في مواقعها المحددة باعتبارها معسكرات احتلال إنجليزي أو احتلال استرالي وهي تؤدي عملها المناط بها وهي حماية الأمن والاستقرار وحراسة المنشآت الحيوية التي هي ملك للشعب اليمني كله ورغم ذلك فنحن نتغاضى ونصبر وننسى ونهون ما يحدث ونقلل من شأنه في سبيل بقاء الوحدة اليمنية ومبادئها السامية.
فكيف نفسر ونحلل ما يقوم به الحراك الجنوبي من أعمال تخريبية وقتل ونهب وتدمير لكل ما يمت للشماليين بصلة. وكأن المواطن الشمالي قد جاء غازيا من أدغال إفريقيا أو نزل من كوكب المريخ ناهبا , ناقما فاسدا سارقا لكل ما له صلة بالجنوب , أو كأن الشماليين قد قدموا إلى الجنوب كالاستعمار الإنجليزي الذي أذاق الجنوبيين كؤوس العذاب والعنف. لقد قتل الحراك الجنوبي وأغتال من إخوانه الشماليين في ست سنوات ما يعادل قتلى وجرحى الاستعمار الإنجليزي للجنوب على مدى 128عاما! أو بمعنى أوضح فلم تقم المنظمات الفلسطينية المتعددة الاتجاهات على مدى خمسين عاما بقتل واغتيال من اليهود المحتلين لفلسطين إلا عشر ما قتل واغتال الحراك الجنوبي من مواطني الشمال.
فهل بقاء وإقامة عدد من الشماليين في المدن الجنوبية من العمال والمستثمرين والتجار والبساطين يعد في نظرهم احتلالا إسرائيليا أو احتلالا إنجليزيا حتى يهاجموهم بهذه الشراسة وبهذه الوحشية وبهذا البطش الجبار وبهذه البشاعة والفظاعة !
لقد زرع الحراك الجنوبي المتطرف المسلح ومن يقوم بتمويلهم في قلوب ونفوس جيل الوحدة الذين ولدوا في عهدها وتربوا وشبوا على حب الوطن الواحد زرعوا فيهم كراهية الوحدة وأهدافها السامية النبيلة كما زرعوا فيهم ثقافة الحقد والكراهية لإخوانهم الشماليين الذين هبطوا عليهم من سطح القمر وجعلوا منهم أعداء ومحتلين ومتفيدين لكل شيء جنوبي وكأنهم من قوم عاد وثمود أو كأنهم من قوم صالح أو قوم فرعون, وصور الحراك الجنوبي المسلح الشماليين وكأنهم جيش ابرهه الأشرم أو جيش الهكسوس الذي غزا فلسطين أو قوم تبع أو قوم هاروت وماروت وكأنهم ليسوا من البشر الذين خلقهم الله على وجه الأرض كما خلق الآخرين .
فأي حراك هذا ¿ الذي أصبح ألعوبة وأعجوبة ومسخرة في أيدي عمداء وجهابذة الدجل السياسي الانفصالي المسلح الذين يتلقون منهم التعليمات والتوجيهات والأموال الطائلة المدنسة وعلى رأسهم زعيم الانفصال الأول المدعو علي سالم البيض الذي فاته قطار العمر والزمان والمكان وتجاوزه .
وعلى الرغم من التوقيع على وثيقة بن عمر وما ورد فيها من إجحاف ونصوص وقيود على الشماليين وعدم إنصاف أعطت الجنوبيين امتيازات هائلة على حساب عشرين مليون شمالي لم يحصل عليها الجنوب منذ الاستقلال حتى اليوم , ولمزيد من الابتزاز السياسي والمكر رفضوا تلك الوثيقة ولم تغير تلك الامتيازات من مواقفهم شيئا بل ازدادوا عنفا وضراوة وتشددا وقتلا ونهبا واغتيالا لكل ما هو شمالي وربما هناك اطرادا في الممارسة ولا يعتورنا شك أن هؤلاء الحراكيين المسلحين الانفصاليين سوف يسيرون بالجنوب ويحذون حذو جنوب السودان ! فهو يسعى بكل طاقاته وإمكاناته لانفصال الجنوب عن الشمال ومن ثم تكرار الحروب والانقلابات والمعارك الطاحنة بين رفاق الحراك المسلح وهذا ما نخشاه ونحسب حسابه.
