وتضيع الفكرة
محمد المساح
تنتهي نشوة القات أو هكذا خيل إليه تضيع الفكرة الأولية التي كانت تدور في الذهن يلتفت نحو باكت السيجارة المرمي بجانبه وهو يهم بالتقاط الباكت ويده الأخرى تتحسس وراءه وأمامه القراعة تقفز إلى الذهن صورة صديق عزيز لديه ويظل قابضا على الباكت في الفضاء الخالي والقراعة في اليد الأخرى قابضا عليها كأرنب متوحش سقط مع حلول الظلام في فم ذئب عابر.. تظل الفكرة الاسترجاعية لوجه الصديق لاصقة بضبابية على جدار الذهن.. والسيجارة هناك بين الأصابع تتقلب بين أنامله تتوقف الحركة في اليدين.. وتظل السيجارة والقراعة واقفتين وسط أنامل اليدين تتقلب حدقتا العينين هل هو جدار الغرفة الكائن أمام البصر أم وجه الصديق الذي ضاع الآن وتماما من الذهن.
يرفع السيجارة عفويا إلى فمه ثم يقلب القراعة بين أنامل يده اليمنى.. ترتفع اليد ببطء ثم تشتعل بداية السيجارة يمتص نفسا عميقا تعود الحبة السيجارة إلى الفضاء المفتوح.. بعدها ينفخ الدخان في الهواء وبدفعة فيها كرب النفس وضياعها يتنهد ينفلت البصر خلال الدخان المتطاير.. ويضيع وجه الصديق وتضيع الفكرة.