يمدöد أبو حنيفة.. ولكن !
خالد الرويشان
دخل رجل عليه سöيماء المهابة والوقار على الإمام أبي حنيفة في مسجده وكان أبو حنيفة قد مد إحدى قدميه لوجع ألم بها فلما جلس الرجل بين الطلبة رفع أبو حنيفة قدمه احتراما وتقديرا للرجل الذي سأل أبا حنيفة سؤالا مفاجئا : متى يفطر الصائم ¿ فأجابه أبو حنيفة باقتضاب: عند غروب الشمس. فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس ¿.. فاندهش أبو حنيفة وأجابه فورا: إذا لم تغرب الشمس يمدöد أبو حنيفة رöجúله ولا يبالي ! ومد قدمه الوجيعة وسط ضحك طلبته ودارسيه.
في اليمن يشتعل النقاش ويحتدم الجدل حول قضية تمديد الفترة الانتقالية ومد فترة رئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي التي من المفترض أن تنتهي في فبراير 2014. وللأسف فإن بعض السفراء الأجانب كانوا هم المبادرين بالحديث عن التمديد وفي ذلك إساءة للرجل الذي تحمل المسؤولية قبل سنتين على مضض ساعة ألقöيت على عاتقه وذلك لأسباب ليس أهمها حساسية أنه كان نائبا للرئيس السابق ولفترة طويلة وعارفا أكثر من غيره بطبيعة إدارة الدولة وأسرارها وسريرتها ومخاطر انتقال السلطة فيها.
الأزمة في جوهرها الآن أن الخيارات أصبحت في زاوية ضيقة جدا والاستقطاب أضحى شديد الحدة إلى درجة تترك الحليم حيرانا ! إما أن تكون مع التمديد وما يمكن أن يتبعه من تبديد للوقت وظلام مستمر وتقاسم يأكل الأخضر واليابس وتقسيم وتقليم للدولة والشعب ! أو مع انتخابات يخشى البعض أن تفضي إلى عودة نظام سابق متربص مستفيد من ترهل الدولة وانهيارها ! تماما مثلما تم حشرنا في زاوية الاختيار بين الإقليمين والستة أقاليم ! ووصل الانحطاط السياسي ذروته حين أصبح خيار الستة أقاليم هو الضمانة لاستمرار الوحدة.
إنني أعتقد جازما بأن رجل الشارع ليس ضد التمديد بحد ذاته بل ضد طريقة إدارة الدولة بالشكل الذي تم خلال السنتين وخوفه من أن يطول عذابه وشقاؤه لفترة جديدة ربما تنتهي بتوقف قلبه قهرا وصبرا !
المواطن ليس ضد الأقاليم بإطلاق ولكن خوفه مما بعد الأقاليم ! فبعض السياسيين الحمقى يتحدثون عن استفتاء ما بعد الأقاليم ! والمواطن حائر وهو يرى أبطال المسرح السياسي يعودون وقد تلبستهم حالات زار جديدة وبإيقاع جديد بطبول مهترئة وأقنعة مريبة اختلطت فيها أقنعة الأبطال بالكومبارس بالجالسين على مقاعد الفرجة ! بل ودخل المسرح المارة من الشارع والشوارع المجاورة ولم تعد المسألة أن المخرج عايز كده ! بعد أن أفلت كل شيء من يده وانقلب السحر على الساحر ! لا نريد هذا المشهد لبلادنا ولا نتمناه لأحد.
أرجوكم لا تتركوا الشعب بين خيارين أحلاهما مر ! بين نظام سابق متربص لا يريد الشعب عودته ونظام لاحق عاجز نخاف عليه ومنه ! ولم يكن الحال هكذا قبل سنتين ! فما بالك بعد فترة تمديد إضافية.
إذا أردت التمديد فمد يدك للشعب الذي انتخبك أولا وليس لغيره من عتاولة السياسة وكهنة العصور وإذا أردت فترة إضافية فلا تفúترú أمام قطاع الطرق ومخربي أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وقاتلي جندك وشعبك.. أما إذا كنت غير آسف على ذلك فإن الله شديد الانتقام ولو بعد حين !
مدد إذا أردت ولكن مد يدك أولا إلى عنق ناهبي الشعب وأنت تعرفهم ! وقاتلي الجيش وأنت صابر عليهم. مدد إذا أردت ولكن بمدد من الوطنيين الشرفاء وليس بمن هب من ثعالب الطرائد وقطط الموائد ومنú دب من فئران الخرائب وثعابين المصائب.
مدد إذا أردت شريطة أن لا يكون تمديدك امتدادا لظلام السنتين.. مدد إذا أردت شريطة أن تقيل القادة الفاشلين والمتواطئين من الجيش والأمن والحكومة والمحافظين لأن السنتين الفائتتين كانتا اختبارا طويلا لهم وقد رسبوا في الاختبار فلا تدع الراسبين يحكمون بعد اليوم !
مدد إذا أردت ولكن لفترة لا تتجاوز الفترة الأصلية إذا لم يكن أقل.. فهذه طبائع الأمور إذú لا يمكن لفترة إضافية أن تتجاوز الفترة الأصلية ! وإلا ضحك العالم مöنا وأضحك علينا !
أقöلú قادة الأمن السياسي النائمين وربما المظلومين وقادة الأمن القومي الغامضين فقد فشلوا حتى في حماية أنفسهم. لا تأسف على أحد منهم لأنهم لم يأس