وبيننا قواسم غير مشتركة
إبراهيم طلحة
من الصعب أن يكتتöب الناس كلهم في شركة واحدة مثلا بنسبة واحدة كما أن من الصعب أيضا أن يكتب الناس كلهم في موضوع واحد.. هناك قواسم مشتركة في ما بينهم نعم وهناك قواسم غير مشتركة كذلك في الوقت نفسه.. الناس يختلفون في درجة حبهم للسياسة وممارستهم لها كمثل اختلافهم في حب الفن أو الرياضة وممارستهم لشكل أو أكثر من أشكال أي منهما.. وهكذا تجد نفسك معزولا عن أكثرهم من حيث لا تدري.. ستكتب اعتقادا منك بأنهم سيقرؤون فإذا بهم لا يقرؤون ولا يكتبون مثلك أو لا يقرؤون ولا يفهمون ما أردت.
أنت لا تستطيع الكتابة ـ على سبيل المثال ـ عن عدد والديك ولا عن ألوان القلم الأزرق الخاص بأخيك ولا عن كوارث السيول في منطقة الربع الخالي ولا عن مجانية التعليم في جزيرة الكنز ولا عن فوائد تناول الكبسة لسائقي الحافلات ولا عن أخطار متابعة سبيستون بالنسبة للكبار ولا عن مشكلات البطالة في سطح القمر.. دع كل ذلك لأديب مجنون أوú فيلسوف معتوه!
ألم تر إلى الذين يكتبون في السياسة ونستمع إليهم ونقرأ لهم وهم يكتبون ما لا نقرؤه ولا نفهمه ولا يقرؤونه هم حتى ولا يفهمونه¿!.. أولئك مثلهم كمثل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل!!
يعتبروننا مسخرة لأقلامهم نقرأ ما يشاؤون ونكون ما يريدون ويحللون الأحداث ويحرمونها بكيفهم ونحن شهود العيان وقرة الأعيان!!
نحن نختلف يا جماعة في كل شيء.. نختلف كثيرا في الدين والسياسة والعادات والتقاليد رغم أننا أبناء قبائل وشعوب تعارفت منذ أمد الآمدين وندعي أن بيننا قواسم مشتركة بينما نحن غير متسمين بشيء من التشارك الفعال تجاه مصيرنا المشترك.. لذا كان من الطبيعي أن نختلف في الكتابة كما اختلفنا في صلاتنا وصيامنا وألسنتنا وألواننا!.