الفوضى كمدخل إلى التوحش..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
> أنت وأنا وهي وهو.. الجميع صرنا فرائس سهلة للقتلة والخاطفين.. هم وحدهم من يقررون مصائرنا رغم أن لكل أجل كتابا.
> المسافة التي تفصل بين حياتنا وموتنا لا تتعدى المدى الذي يقطعه زناد سلاح مضغوط بأصبع راكب لدراجة نارية.. وأقسى أنواع الموت هو ذلك التي يتم أمام عيون طفلك وهو يصاحبك من وإلى جوامع يفترض أنها قد أثرت في الناس وكرست في أذهانهم أن قتل امرئ مسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة.. أما لو توقفنا أمام ماكينة القتل بالجملة في جبهات عديدة فليس أقل من الاعتراف بأن الفوضى الخلاقة مدخل إلى التوحش.
> اغتيال مسلم وهو خارج من مسجد بعد آدائه صلاة العشاء واغتيالات مشابهة قبل الصلاة وبعد الصلاة وأثناء الصلاة.. بالتجزئة حينا وبالجملة أحيانا كما حدث في جوامع عديدة تمتد من عمران إلى الحدأ فتنة في الدين وفي الأخلاق.
> نود لو نطمئن إلى حملة تعزيز الأمن والاستقرار.. ونود لو نشعر بالآمان في وجود مؤسسات عسكرية وأمنية تستهلك النسبة الأعلى من ميزانية الدولة.. ولكن كيف لنا ذلك أمام هذا الانقلاب في المفاهيم والوظائف والأدوار وأكثر من 220 شهيدا من أبناء القوات المسلحة والأمن أنفسهم غادروا الحياة فلم يثيروا نخوة ولم يحركوا غضبا في نفس معتصم..!!
> وعندما تتعرض الأبراج الحاملة للكهرباء إلى 117 اعتداء تدفع محطة مارب الغازية للخروج حتى في الليل – وكأنها بدون تربية – ويصير قطع الطريق أمام قاطرات المشتقات النفطية واختطاف التاجر والعسكري ووكيل المحافظة – والحبل على الجرار – يصبح أي حديث عن القبض على قرابة مليون وربع المليون قطعة سلاح مجرد عملية طرح من ستين مليون قطعة معززة برقم مجهول للأسلحة التركية التي تفتح المجال أمام استحضار المزيد من مسلسلات وادي الذئاب.
> يحدث كل هذا القتل والاختطاف ومواجهات الجبهات هنا وهناك بالتوازي مع التصريحات التي تتحدث عن إنجاز 95% من مهام مؤتمر الحوار وعن حكومة للوفاق وعن صمامات جديدة للأمان.. ومازلت عند نفس الكلام الذي قلته ذات عشاء للمبعوث الأممي جمال بنعمر: نعم سينجح الحوار كمخرجات ولكن ستسقط الدولة.. وهذا ما يمكن قراءته في أن المجتمعين على طاولات مملكة موفنبيك يديرون المواجهات الدامية.. إما بالأصالة عن الأحقاد الشخصية والجهوية أو بالوكالة عن الآخرين.
> ويا فخامة الرئىس.. عندما تكشف اللجنة الرئاسية في تعز عن تعرضها لمحاولة اغتيال وتوجه القذائف إلى اللجنة الرئاسية في صعدة ويتحول خرق وقف اطلاق النار إلى لبانه وتطال قذائف الموت عضو البرلمان ومؤتمر الحوار عبدالكريم جدبان ولا يسلم من الاختطاف وكيل محافظة ذمار عبدالله الميسري فإن الدولة اليمنية تصير على محك استرداد ما تبقى من الهيبة النازفة بعيدا عن مغالطات مايكرفونات الزيف وجماعات النفاق وطبول الرياء..
كل مسؤول في هذه البلاد هو خادم للشعب.. راع لمصالحه.. مدافع عن حقوقه.. نفسا وعرضا ومالا وكرامة وحرية.. وحتى لوكانت الحكومة انتقالية أو وفاقية فإن أي مسؤول فاشل أو فاسد لابد ان يطاله التغيير باختيارات عاجلة قائمة على التخصص والكفاءة والنزاهة والانتصار للحق.. ولابأس من تغيير السيئ بالأفضل منه ولو من نفس الحزب.
إن وراء الانفلات رغبات متضاربة وتحريض ممنهج.. ولن يشرف أي يمني أن يقال بأن اليمن قبل ثلاثة اعوام انخرط في ربيع لم يحقق التغيير المنشود وإنما حمل معه مغامرات الأفضل منها المسارعة لاستعادة هيبة الدولة وتأمين مخرجات عادلة للحوار.. والعمل بقوة على نزع كل هذه الحراب وإلخناجر التي نراها في انتكاسات أمنية ورعاش اقتصادي واصابع ظاهرة وخفية.. ومشاريع صغيرة تخرج لسانها قائلة:
حسنا نحن اصحاب مشاريع صغيرة فماذا عندكم من المشاريع الكبيرة.
وأما وقد واكب انحسار القانون انحسار العقل وانحسار الحاسة والحاسة الأخلاقية للضمير.. وأخذت مساحة الدين في الانحسار كلما تعلق الأمر بالآخر.. روحا وجسدا وعرضا.. فما أحوجنا لأن نلهج بالدعاء مجتمعين.. اللهم احفظ اليمن وزك أبناءها عقولهم.
استشراف
غير رأسي اعطني رأس جمل
غير قلبي أعطني قلب حمل
ردني ما شئت ثورا نعجة
كي اسميك يمانيا بطل
كي اسميك شريفا أو أرى فيك مشروع شريف محتمل
عبدالله البردوني