لا جديد
جمال الظاهري
لذة الوهم لها مذاقها ولها نشوتها التي تسحر الألباب وتكبل العقول.. نعم فوهم اللذة أو لذة الوهم لها بريقها ومذاقها الذي ليس له حدود ولذلك فإنها أقوى من اللذة الحقيقية التي يستطيع الإنسان أن يؤشر إليها في الواقع كحقيقه قائمة لها كيان أو لون أو حالة أو إنجاز.
نحن هذا الجيل نمثل الحالة “المشوهة” أي اللذة التي لا يمكن الإشارة إليها أو تضمينها في شيء محسوس وملموس واقعا لذا فإننا نعيش”طفرة” نشوة ليس لها حدود ليس الجميع طبعا ولكن أقلها كتلة ممن يعتبرون أنفسهم ثوار العصر الجديد المرسوم في مخيلاتهم..
في المقابل المجموعة الأخرى التي عاشت نفس الحالة لعقود.. عاشت حالة النشوة ووهمها في إنجاز وتحقيق المنجزات الخارقة التي توهموها أو أرادوا أن يوهموا غيرهم بها فيما أن الحقيقة أنهم كرروا نهج من سبقهم ولم يفوا بما وعدو ولم يقدموا غير القليل جدا.
مسكين الجيل الشائب لأنه مثل ما عاش وهمه في تحقيق ما حلم به ها هو اليوم يعيش حقيقة انكشاف ذاك الوهم وعليهم أن يتحملوا ثقل الحقيقة التي عاشوها مع غيرهم حتى النهاية.. هذه الحقيقة التي يتدلى لسانها في وجه جيل بأكمله.
ولأننا لا نتعلم من تجاربنا ولا نستفيد من دروس الغير ولدينا مناعة جينية قوية تعزز الصفات الشخصية العقلية قبل الشكلية بين الأجيال فإننا كما توحي المؤشرات لسنا سوى نسخة أخرى جديدة للجيل الذي سبقنا.
بالأمس أي في جيل شيوخ اليوم كان لهم ثورتهم وفلسفتهم لمستقبلهم واليوم هاهو جيل الشباب طبعا المطعم بفلتات الجيل السابق لهم ثورتهم ولهم تصوراتهم لمستقبلهم.
الأدوات هي نفسها والتطلعات نفسها والأهداف نفسها نسخة طبق الأصل للماضي قد تصغر قليلا هذه النسخة أو تكبر إنها محنة الله وحده يعلم متى سنخرج من تلابيبها.
حتى إرهاصات التحولات هي نفسها التي حدثت بعد ثورة سبتمبر وأكتوبر.. اختلف الثائرون وحدث ما حدث من فرز مناطقي ومذهبي وإن كان المذهبي حينها خافتا ومذموما.. اليوم نفس الإرهاصات ونفس الفرز ولكن بشكل أكثر اتساعا وأكثر حدة وأكثر اتساعا على الساحة الوطنية وأكثر دموية الجديد أن اللاعبين طعموا ببعض القادمين الجدد ممن استهوته اللعبة في الساحة اليمنية التي ترحب بالجميع وترفض أيضا الجميع.