قابيل وقرابينه

أحمد غراب

 - 
يحكي وعيناه تفيض دمعا يقول سمع انهم جاءوا بخمسين جثة من ضحايا الحرب الدائرة في صعدة فذهب ليفتش بين الجثث عن جثة اخيه  اخذ يفتش عن ملامحه بين عشرات الوجوه الدامية.
أحمد غراب –

يحكي وعيناه تفيض دمعا يقول سمع انهم جاءوا بخمسين جثة من ضحايا الحرب الدائرة في صعدة فذهب ليفتش بين الجثث عن جثة اخيه اخذ يفتش عن ملامحه بين عشرات الوجوه الدامية.
كان كلما فتح سجافا عن وجه ميت تمزق من داخله ألما وحسرة وسؤال يصرخ في أعماقه بأي ذنب يذهب شباب في ريعان حياتهم.
ولماذا اشتعلت هذه الحرب أصلا ¿!
إن قتل يمني هو قتل لليمن بأكملها فما بالكم بقتل مئات اليمنيين ¿
لم يجد جثة اخيه بينهم لكنه تساءل داخله : كل مقتول من هؤلاء ينتمي إلى قرية أو إلى منطقة كم من الكراهية والحقد سيزرع هذا الدم الذي سال ¿ وإلى كم من السنوات سيظل أثر هذه الدماء ¿
إن الدماء لاتجف فهل يعي مفجرو الحروب ومشعلوها إلى أين تمتد الفتنة التي اشعلوها ¿!
إن الأشد من قتل مئات الشباب وعشرات الأطفال والنساء والأشد من التجويع والتشريد والاستضعاف هي الفتنة التي تمتد وتتسع شيئا فشيئا على مرأى من الجميع فلا تلبث أن تنتقل من مدينة إلى اخرى ومن قرية إلى قرية ومن حارة إلى حارة لولا أن لطف الله مازال ساريا بهذا البلد.
وما أسهل إشعال فتيلة الفتنة من خلال الاغتيالات التي تؤججها وتزيدها اشتعالا بذات الطريقة التي حدثت من قبل في العراق
فيا اسفاااااه أين ذهب الايمان اليمان ¿
وكيف تبخرت الحكمة اليمانية ¿!
عندما تصبح السياسة لعبة بلا حدود يصبح أرواح بني آدم مجرد قطع شطرنج أو دمى يتم ازالتها ويصبح اشعال الحروب الدامية التي تقتل المئات والآلاف اسهل من اشعال سيجارة وتصبح الفتنة اشبه برمي عود ثقاب في قاع ممتدة ممتلئة بالبنزين ويصبح القتل وجبة يومية يقدمها كل قابيل قربانا من أجل الفوز بسلطة أو الحصول على نفوذ .
لانقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم .
اللهم جنب اليمن الفتن ما ظهر منها وما بطن
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم أرحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا