في ذكرى الاستقلال
حسين محمد ناصر
أيام قليلة وتهل الذكرى 46 ليوم الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967م ويبدو أن وزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية قد أعدت العدة لاستقبال هذه المناسبة الغالية بالعديد من الخطط والبرامج والفعاليات المختلفة في عموم محافظات البلاد تخليدا للشهداء الذين سقطوا في ساحات النضال وميادين الشرف من أجل انتزاع الاستقلال من براثن الاستعمار وجبروته وتكريما للمناضلين الأحرار أبطال معركة التحرير الأحياء منهم في الداخل والخارج الذين صنعوا بذلك النضال والصمود راية التحرر وإلى الأبد من الاحتلال.
وزارة الإعلام ومؤسساتها لاشك تدرك معنى هذا اليوم المجيد في نفوس وعقول أبناء الشعب اليمني قاطبة وعلى وجه الخصوص في الشطر الجنوبي ولذلك فإن استعداداتها لإحياء هذه المناسبة مبكرة جدا كالعادة!!
ولهذا فقد اطلع مثقفو وإعلاميو الوطن ومعهم كل أبناء الشعب على البرامج والفعاليات التي أعلنتها وزارة الإعلام على شرف المناسبة ونشرتها في كل الصحف والإذاعات والقنوات اليمنية الرسمية والأهلية والحزبية ولقد لفت انتباهي في تلك الفعاليات هذه العناوين:
– وزير الإعلام يلقي محاضرة بمناسبة يوم الاستقلال أمام عمال وموظفي المؤسسات الإعلامية.
– رئىس الوزراء يضع باقة من الورود على ضريح شهداء الثورة.
– وزير الداخلية ومدراء الأمن في المحافظات والمحافظون يزورون أسر الشهداء وجرحى ومناضلي الثورة.
– احتفالات خطابية وفنية في كل محافظات الجمهورية.
– اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة ينظمان ندوات ثقافية ومحاضرات سياسية ومعارض تشكيلية وأمسيات قصصية وشعرية في محافظات الجمهورية ابتهاجا بذكرى الاستقلال الوطني المجيد.
إن هذا الزخم من الفعاليات والأنشطة التي سيشهدها الوطن هذا العام بهذه المناسبة وفي ظل أجواء الحوار الذي سيؤسس لدولة جديدة لم يألفها المواطن اليمني من قبل وكذا حالة الحذر والترقب الذي يعيشه الشارع الجنوبي لاشك أنها الفعاليات ستعزز من الجهود السياسية التي تبذلها رئاسة الجمهورية من أجل إعادة تعزيز اللحمة الوطنية والمواطنة المتساوية وستساعد على زرع المحبة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد.
ما تقرأه الآن عزيزي القارئ هي كلمات أمل وطموح ليس إلا هي مجرد عن أمنيات نرجو أن تتحقق في يوم ما أما اليوم فلا أمل من تحقيقها لسبب بسيط هو أن وزارة الإعلام لم تستوعب مسؤولياتها ومهامها بعد ولم تثبت لنا أنها نفذت مهمة أو خطة أو برنامج يلامس هموم وتطلعات المواطن في شمال وشرق الوطن أو جنوبه وغربه ولم تثبت لنا أية مؤسسة تابعة لها باستثناء الرسمية أنها تعي أو وعت مهامها وواجباتها تجاه المواطن والتحديات التي تواجهه.
لقد غابت نشاطات وزارة الإعلام إلى حد بالكاد تستطيع فيه أن تنفذ مهامها وواجباتها تجاه موظفيها فقط وتوفير بدلات سفر مسؤوليها أما التزاماتها نحو الوطن والمواطن فذلك شيء لا وجود له على الواقع إطلاقا والدليل هو ما يعتمل من برامج وخطط وفعاليات في وزارات الإعلام المجاورة وما يتم من نشاط روتيني لا يمت إلى حاضر ومستقبل الوطن بصلة.
ومن المؤسف أن نقول ذلك في وقت تعج فيه الوزارة بالمستشارين والكوادر المجربة الذين نخشى أن يكونوا قد فضلوا البيات الشتوي على المشاركة بالرأي والمقترحات والاستبيانات والنزول لتقييم عمل الإعلام الرسمي بمؤسساته المختلفة وخاصة مهام وزارة الإعلام لإعادة الروح إليها وكوادرها مما سيعكس نفسه على الواقع الإعلامي نحو التطوير والأداء الجيد والمطلوب وبعد توفير الإمكانيات المطلوبة لتلك الوسائل لتنفيذ مهامها ولعب دورها المطلوب.