ثمن التحدي بيت هايل
أحمد غراب
الخاطفون عصابة مسلحة من خارج تعز ومعاونوهم من داخل تعز مروا بطرق ترابية جلسوا في تعز أسبوعا قبل القيام بهذه العملية.
رغم أن الخاطفين طلبوا في أول يوم خمسمائة مليون ريال سعودي ثم نزلوها في اليوم الثاني إلى مائتي مليون ريال سعودي (حتى الخطف اصبح بالعملة الصعبة ! مافي خطف بالريال اليمني) !
إلا أن ثمة معلومات تشير إلى أن الموضوع يقف وراءه ما هو أكبر من الخطف والابتزاز المادي وهو لي ذراع محافظ تعز بسبب مواقفه الثابتة من تعز وأمنها واستقرارها.
تزامن الخطف مع استهداف الحاج الفاضل عبدالواسع هائل والتقطع له ونهب سيارته يؤكد أن الهدف من استهداف بيت هائل هو اقتلاع العقبة الكؤود التي تحول دون تدمير تعز من الجذور.
في اعتقادي أن الفترة التي أمسك فيها شوقي هائل تعز هي أشد وأقسى فترة وتعز تواجه فيها مخططات تعجز الحكومة بذاتها عن ايقافها اذ لم تفلح موجات الفلتان الأمني ونشر العصابات والاسلحة واثارة النعرات والفتن المتتالية ليس فقط بين ابناء تعز بل وأيضا بين تعز ومحافظات أخرى.
ولم تفلح النميمة والدسيسة التي سعت الى اثارة الفتنة الحزبية تارة بين المحافظ والشباب وتارة بين المحافظ والاحزاب.
ولم تفلح الضغوط الكبرى في لي ذراع المحافظ للقبول بمنطق الالتواء والفوضى وكان صريحا وتلقائيا في قراراته وتصريحاته بما فيه مصلحة تعز لدرجة جلبت له اعداء باتوا لايتوارون عن التقاط اقرب فرصة للانتقام منه أو للضغط عليه عبر التهديد باستهداف مجموعة بيت هائل بأكملها .
قبل فترة سمعت من يقول شوقي هائل وعدنا بأنه سيجعل تعز قطعة من ماليزيا فابتسمت وقلت في نفسي “هلا جعلتم انفسكم ماليزيين”.
إذا كان كل قرار تغيير يتخذه المحافظ بشق الأنفس ويخلق من المشاكل ما لايحصى فكيف يمكن تغيير واقع ملبد لا أقول بالأسلحة والاختلافات بل بالمؤامرات التي تدبر ليلا ونهارا لإشعال تعز وإشغالها عن كل فكر أو بناء أو تغيير.
زد على ذلك ان هناك من يتعاملون مع المحافظ بمنطق قلوبنا معك وسيوفنا عليك فقلوبهم معه بالظاهر وسيوفهم عليه بالخفاء.
احدهم يقول ” لم أكن أتصور أبدا ان شوقي هائل سيصمد طوال هذه الفترة العصيبة وأمام كل هذه التحديات “.
لست هنا في مهمة للدفاع عن شوقي هائل لكني اتحدث عن واقع يستهدف تدمير محافظة ومحافظ شاب كان ولايزال يعيش في تحد داخل نفسه بأنه سيواجه كل المصاعب من أجل تعز وهاهو يدفع ثمن التحدي عبر الاستهداف الذي لا يطاله فقط بل يطال بيت هايل .
باعتقادي أن أي ضربة تستهدف بيت هائل لاتقل خسارة عن تلك الضربات التي توجه لأنابيب النفط فالهدف الإجمالي هو ضرب الاقتصاد وتشريد العمال والتسبب بالمزيد من البطالة والخوف والجوع والفلتان الأمني والفشل للبلاد.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين