من أجل مصلحة الوطن.. يجب أن تكون نوايا الجميع مخلصة وصادقة
أحمد عبدربه علوي
أصبح لافتا للنظر بشدة ذلك التصاعد المستمر لحالة الانفلات العام والخروج على القانون وحوادث البلطجة والعنف والاعتداء على الأفراد والممتلكات العامة والخاصة وانتشار وشيوع حالات التعدي على المرافق العامة بالدولة وتعطيلها وإلحاق أضرار فادحة بها وما يصاحب ذلك كله من ترويع للمواطنين وتهديد واضح للأمن العام وتعطيل للمرافق والخدمات والإضرار بمصالح عموم الناس.. للأسف الشديد إننا نلاحظ الظواهر السلبية الخطيرة التي تهدد المجتمع اليمني والتي تكونت في الفترة الماضية هي حالة الانقسام والتشرذم مما جعل الشارع اليمني في حالة من الاحتقان التي أدت وتؤدي إلى الصدمات بين طوائف الشعب والإضرابات المختلفة أدت كذلك لظهور حالة من التخوين ونظريات المؤامرة والشائعات والتكفير التي أدت إلى ضعف الجبهة الداخلية وتماسك الشعب وظهور الاعتصامات والمظاهرات غير المبررة بعض الأحيان ولو أنها خفت في الآونة الأخيرة.
ولقد لعب الإعلام المضلل والموجه أكبر وأخطر دور في الانقسام من خلال تأثيره في توجيه شرائح الشعب المختلفة واللعب على مشاعر الناس وتضخيم الأحداث وزيادة البلبلة حتى أن الأسرة الواحدة أصبحت منقسمة على نفسها.. ما الذي يحدث على أرض اليمن وبين أبنائها¿
لقد وصل بنا الأمر إلى مرحلة عجز المواطن عن ممارسة حياته بشكل طبيعي يحكمه الخوف في كل تفاصيل حياته وتفكيره والسبب عدم وضوح الرؤية السياسية وواقع اقتصادي ينهار بشكل مرعب وفساد منتشر في الأجهزة الحكومية وغيرها وبلطجة فكرية وأخلاقية من مختلف الفئات وفي كل القطاعات حتى بين أساتذة الجامعات والذين وصل بهم الأمر إلى سب بعضهم البعض وتحريض الطلبة على زملائهم ورجال دين تفرغوا للبحث عن مجد سياسي بدعوى الجهاد من أجل تطبيق الشريعة وقد نسوا أنه كان عليهم الجهاد من أجل توعية المواطن وتذكيره بأن إنقاذ الوطن وإعماره واستتباب الأمن والاستقرار هو واجب وفرض شرعي قبل أي شيء آخر.. إن الكل مذنب في هذا الأمر ويتحمل وزر ما وصلنا إليه.
أما عن أحزابنا والجماعات السياسية التي أصبحت كما يقول المثل الشعبي (العدد في الليمون) لم تتغير سياستها أو أساليبها عن تلك التي كانت سائدة في عهد النظام السابق وكأن الأمر ليس سوى تغيير في الأدوار بما معناه “ظلينا من حيث ما أمسينا” لا يدرك هؤلاء الحزبيون أن هذه الفترة أصبح سقف المطالب لا ينتهي وأن حلول المشاكل لا تنتهي وأن حلول المشاكل تتمثل في إلقاء حفنة من الريالات مع كل مطلب فئوي وقد عجز البعض عن مواجهة أي مشكلة أو حل أي قضية وأكبر دليل عصابات تحطيم أسلاك الكهرباء وإحراق الأنابيب النفطية في الصحراء… إلخ.. دعونا نقول بالكلام الصريح الواضح لأن وطننا يئن مما هو فيه وليس معنا وطن آخر غيره يمكننا النزوح إليه. لقد كنا نعيش أيام الرئيس السابق في دولة بلا حرية والآن بعد الثورة الجديدة نعيش حرية إنما للأسف بلا دولة أو حكومة بالمعنى الصحيح نفس الوجوه التي كانت في أيام الحكم السابق هي نفس الوجوه في الحكومة والبرلمان وغيره وغيره “مجرد ديمة خلفنا بابها” وهو أخطر ما نواجه في هذه المرحلة فلا يوجد أبدا في العالم كله حرية غير مسؤولة مثل التي تحيط بنا.. للأسف إن هذه الحرية الكريهة لا تخدم سوى أعدائنا لأنها تعني الفوضى التي تضرب أوصال المجتمع وتهدم قيمه ومؤسساته وعقول مواطنيه فكيف يمكن لأي من كان أن يقول ما يشاء وقتما يشاء لا يهم إن كان صادقا أو كاذبا أو مغرضا الكل يتعصب لرأيه ولا يهم تسفيه الآخر أو سبه أو الافتراء عليه.. في هذه الحرية لا وجود للمصالح العليا للوطن الأساس هو المصالح الشخصية التي مبعثها الأهواء والإيديولوجيات وخدمتها فقد قسمت هذه والحرية المشؤومة الشعب إلى فريقين فريق مع الرئيس عبدربه هادي وآخر ضد الرئيس الفرد العادي بمجرد أن يسمع اسم الضيف في البرنامج يقول هذا سيكون مع الرئيس وهذا ضده وهذا سوف يشتم النظام السابق وهذا سيدافع وأصبحنا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وبدون مجاملة ولن أتراجع في كلامي من أننا حتى العظم مع الرئيس عبدربه لأنني واثق فيما يقوله لأنه يعمل بكل أمانة وإخلاص لصالح البلاد والعباد لأني أثق بصوتي الذي منحته إياه مقتنعا أن اليمن كان بحاجة إلى رجل تسلم إليه السلطة في أيام عصيبة وأننا كنا بحاجة إلى مثل هذا الرجل الأمين النظيف الذي لا يملك أراضي الغير لا هو ولا أولاده عكس غيره الذي استولى على كل الأراضي في جبال صنعاء وغيرها.. هذا ا