لن أبيعكم الوهم..
عبدالله دوبله
لا أحد يسعده مغادرة وهمه الذي هو فيه.. لذلك. ينجح السياسي بائع الوهم حيث يفشل الكاتب الحر.. العبارة للمحامي هائل سلام وهي دقيقة وعميقة بالفعل.
سأكون سياسيا إن قلت لكم أن ثمة مستقبلا واعدا في الانتظار في الحقيقة ليس هناك إلا المزيد من المخاطر والصعوبات لدينا دولة هشة في المجمل ومالية توشك على الإفلاس وحروب أهلية وانفلات أمني وقضايا وطنية مفتوحة على كل الاحتمالات ومتحاورين في موفنبيك تشغلهم حساباتهم ومناكفاتهم الخاصة.
كم أتمنى أن أتفاءل لكن لا شيء يدعوني إلى ذلك أعرف أن ذهابا إلى مرحلة جديدة وانتخابات تنافسية أنه قد يفجر الوضع.. إلا أني أعرف أيضا أن البقاء في الحالة الراهنة حيث الفساد الأكثر وقاحة والذي لا تجد له غريم تحت غطاء التوافق أنه ليس بأحسن حالا. وإن كان ذلك هو الموت السريع فهذا هو الموت لكن ببطء.
ربما يحدث أن يفقد أحدهم الأمل لكن حين لا يجد بصيصا لاستعادته فتلك هي الطامة التي لا يجدي معها شيء. شخصيا لم أعد أرى ما يمكن القول معه أن ثمة أملا ولو قليلا يرجى في المشهد السياسي الراهن وأدواته.
من يمنحنا ذلك. رئيس الجمهورية ما يمكنه فعله وهو يبدو كشركة مساهمة لشركاء متشاكسين الحكومة ليست بأحسن حالا بل هي أقل قدرا بوزراء هم الأكثر انحطاطا وفسادا في كل الحكومات التي عرفتها اليمن وكل وزير منهم يرى أنه سيد نفسه. الأحزاب هي بيت اليأس والقنوط وفاقد الشيء لا يعطيه بطبيعة الحال.
موفنبيك.. ربما ينظر إلى هذا كأنه المسيح الأخير.. لكن قولوا لي أولا هل فهمتم شيئا مما يحدث هناك. لا تتعجلوا في الإجابة على ضوء إجابتكم يمكنكم القول أنه يمنحكم الأمل أو لا.
أتمنى أن أبيعكم الوهم حقا.. فهو يمنح بعض السعادة. لكن العفو لا أستطيع..
…
هذه كلها بلادي … وفيها كل شيء … إلا أنا وبلادي
البردوني