خرابة الإعلام.. الهام والعام..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
> من مبان بائسة أقرب إلى الخرابة والقبو منها إلى الصرح العلمي الأكاديمي تخرجت قبل أيام الدفعة التاسعة عشرة من شباب وبنات كلية الإعلام.
> ولأن الطلاب والطالبات محترمون ويقابلون الإساءة بالإحسان والقسوة بالرأفة والألم بالأمل فقد حرصوا على تسمية دفعتهم دفعة “إعلامنا حوار”.
> وبمناسبة تخرج دفعة “إعلامنا حوار” فقد وجد عميد كلية الإعلام الدكتور عبدالرحمن الشامي وزملاؤه وزميلاته رؤساء الأقسام وهيئة التدريس والطلاب أنفسهم أمام ضرورة القيام بحملة إعلامية للضغط على الحكومة من أجل مطلب أساسي يتمثل في تنفيذ التوجيهات الخطية للرئيس عبدربه منصور باعتماد ميزانية مبنى جديد للكلية ضمن موازنة الدولة للعام 2014م ولمن لا يعرف أحوال كلية الإعلام فإنها عبارة عن مجموعة مبان قديمة أكل عليها الدهر وشرب وتمثل ندبة وعاهة إنشائية داخل جامعة صنعاء.. فضلا عن آن هذه الكلية تفتقد لأبسط المقومات والخدمات الضرورية لإيجاد بيئة تعليمية مناسبة وهو ما يبرر لجوء المنتمين إلى هذه الكلية إلى فكرة القيام بحملة آملين في الحصول على تأييد رسمي وأكاديمي وإعلامي وشعبي يفضي إلى مجرد الحصول على مبنى محترم لا يتضارب مع نسيج الجامعة بقدمه واهترائه وسوء مداخله التي لا تصلح حتى كأسطبل لأحصنة الحكومة.
> والمؤكد أن حملة حصول كلية الإعلام بجامعة صنعاء على اعتبار عند حكومة باسندوة قد يحتاج إلى الكثير من الزيارات والوقفات التضامنية كشفت عنها صفحة طلابية على فيسبوك وتوتير تحمل شعار “نريد مبنى”.. وتصوروا..
فقط يريدون مبنى لكلية مهمة معنية برفد الواقع الإعلامي برجال ونساء الإعلام الصحفي والإذاعي والتليفزيوني والاليكتروني والعلاقات العامة والإعلان.. يريدون الانتقال من الخرابة والقبو إلى مبنى يحترم آدمية المنتمين إليه من عمادة وهيئة تدريس وطلاب وكادر إداري.
> تقول السيرة الذاتية المرضية لهذه الكلية أنها بدأت في شقق الإيجار في أحد الأحياء عام 1991م كقسم تابع لكلية الآداب قبل أن تتحول إلى كلية عام 1995م لكنها مثلت في بؤس المبنى وافتقارها لأبسط المقومات قاعات ومعامل وكنترول ومكتبة واستديو إنارة ووسائل إيضاحية صورة تنفع لتأكيد “نظرية المؤامرة” حيث صوت من تناوب على عمادتها هو الصوت غير المسموع في جامعة صنعاء فهل لهذا الإهمال علاقة بنظرة غير عادلة من رؤساء الجامعة ووزراء التعليم العالي المتعاقبين¿
هل للأمر اتصال بالاعتقاد الحكومي بأن الإعلام يصنع الصداع عند من يحكم وبالتالي لتكن كلية الإعلام مجرد خرابة.¿
ارجوكم.. دلوني على سبب موضوعي واحد لكل هذه السنين من عدم الاكتراث!
> إن كلية إعلام محترمة بالمبنى ومحترمة بهذه الأجيال الجديدة من الدكاترة المحترمين هي أساس وحاضن توفر بيئة تعليمية لا تجعل خريج الإعلام يغادر الكلية بكوكتيل من الندوب والعقد بحيث تبدأ معاناته وأوجاعه وهو في الكلية ليكمل الانتظار على رصيف البطالة ورصيف سوء التقدير ما تبقى..
> دولة رئىس الحكومة.. ومعالي وزير بيت مال المسلمين اليمنيين.. توجيهات فخامة الرئىس واضحة وخطية فلا تتركوا كلية الإعلام في هذا البؤس..
وجهوا دامت كراسيكم عامره بالعدل بأن لا يتأخر بناء وتجهيز مبنى كلية الإعلام من خارطة ميزانية العام القادم 2014م.
> وحتى لو داهمتكم المشاعر بأن الإعلاميين مشاكسون فإن الأصل في مهنتهم تقدير جهودكم حتى وهي تنبه إلى عيوبكم وحتى لو تذاكيتم وقلتم دعوهم يعانوا ففي المعاناة توليد للإبداع فالرد جاهز وهو أن عندنا من المعاناة ما يغني عن الإبقاء على كلية الإعلام مجرد خرابة وقبو.
> وأما قبل وبعد:
معيب أن تتركوا كلية الإعلام في كل هذا البؤس .. أما منتسبو هذه الكلية فقد فاض بهم كيل الصبر والمرابطة وقرروا الانتقال إلى الفعل الإيجابي دفاعا عن كليتهم ولسان أمنيتهم: لو أنصف الوزير صخر الوجيه لا ستراحوا.
وهذا هو الهام والعام عن مبنى خرابة يسمى تجاوزا .. كلية الإعلام.