مراحل المقاومة الحميرية للاستعمار الروماني
محمد صالح الحاضري
يشكل الاحتلال الإيطالي لاثيوبيا في النصف الأول للقرن العشرين أساسا لفهم علاقتهما التاريخية وقراءة انعكاس هذه العلاقة القديمة بينهما على اليمن الحميري بوصف أكسوم كانت جزءا من الاستراتيجية الرومانية يصعب معه تفسير تاريخ خمسمائة عام من الحرب الرومانية- الحبشية ضد الدول الحميرية خارج نظام العلاقة التاريخية بين روما وأكسوم.
لقد ارهقت تلك الحروب الطويلة الحميريين وكانت سببا مباشرا لإسقاط الدولة الحميرية وأن المتهم بالدرجة الأولى هي روما القديمة بحجم لا تنفصل فيه أنشطة أكسوم العدوانية ضد حمير عن المخطط الاستراتيجي لروما فالتحليل التاريخي لأكسوم حول عوامل حسم صراعها الطويل مع حميروم بإسقاطها وهو عامل الخلافات الداخلية اليمنية هو اعتراف من أكسوم بآليتها الاحترافية كأساس لخلافات الحميريين الداخلية ندركها من تاريخ المقاومة الحميرية ضد الاستعمار الروماني بداية بالغزو العسكري الروماني المباشر وانتهاء بالغزو العسكري الحبشي وكالة عن الدولة الرومانية في عملية إسقاط للدولة الحميرية بالغزو العسكري من الخارج بعدما كادت ثورة يوسف ذو نواس تعيد نتائج النشاط الاستعماري الروماني ضد اليمن إلى درجة الصفر فكان التدخل العسكري لإجهاض نتائج ثورة يوسف ذو نواس وإفشالها لمراهنتهم على عملية تحطيم الجبهة الداخلية وانهيار الدولة الحميرية من الداخل خاصة وضعف الجبهة الداخلية كان بلغ مرحلة من السوء تمكنت بموجبه أكسوم عسكريا ضد حمير في ما كانت عجزت على تحقيقه بالغزو العسكري ضد اليمن الدولة الرومانية ذاتها.
ثورة اليشرح يحصب (125-115) ق م
> يتضح من ظروف وصول يشرح يحصب إلى السلطة في أنها ظروف ثورة وطنية ضد الاحتلالات الداخلية المشجعة للدولة الرومانية على اتخاذ قرار الغزو العسكري لليمن فاليمن تعيش اضطرابا داخليا عبارة عن مخاض ما بعد دولة المكارب في نهاية الثمانمائة عام من عمرها السياسي وانبثاق العصر الحميري من داخل طاحونة الفوضى السياسية والعسكرية وخلال ذلك تطورت إمارة بشمال غرب صنعاء واستولت على معقل النشاط الوطني التاريخي وهي كانت إمارة تغرد خارج السرب الوطني من منظور فئوي وإقليمي غير ممتلك لمؤهلات القيادة الوطنية بقدر ما هي تنظر إلى مسألة السلطة بمنظور خاص حسمه يشرح يحصب في النهاية واستعادت به حركة النشاط الوطني التاريخي نفوذها وقامت بترميم شروخ الوحدة الوطنية والتف اليمنيون خلف قائدهم يشرح يحصب في عملية التصدي للغزو العسكري الروماني وسحقه وكانت قوات الغزو دخلت من جهة تهامة الساحلية ما بين الحديدة وجيزان . وبحسب المؤرخ الروماني (استرابون) لم يعد من تلك القوات غير قائدها (جالوس) وكاتب الكتاب الذي أدعى أن القوات الرومانية تعرضت للإبادة بفعل وباء غريب وهي مغالطة مكشوفة طالما نفس الوباء لم يفتك باليمنيين ويبيدهم مثل الرومان. ومن الواضح أن المؤلف لم ينزل إلى ساحة المعركة ليعرف طبيعتها الحقيقية عن قرب كونه قال إن رحاها دارت على شاطئ نهر ما بين جيزان ومناط