بين يدي أعضاء مؤتمر الحوار

ناجي عبدالله الحرازي


 - 
مايزال أبناء اليمن أو غالبتهم العظمى - إذ ما استثنينا بعضنا ممن لاينظرون إلى أبعد من أنوفهم وجيوبهم ومصالحهم الشخصية الضيقة - يتطلعون لاختتام أعمال مؤتمر
ناجي عبدالله الحرازي –

مايزال أبناء اليمن أو غالبتهم العظمى – إذ ما استثنينا بعضنا ممن لاينظرون إلى أبعد من أنوفهم وجيوبهم ومصالحهم الشخصية الضيقة – يتطلعون لاختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني ولنتائجه الواقعية والعملية البعيدة عن المثل الشعبي “حبتي والا الديك “..
ينتظرون ما ستأتي به الأيام المقبلة بدون المبالغة في التوقعات أو الأحلام.
ينتظرون وضع خطة زمنية تتضمن مراحل بناء الدولة اليمنية الجديدة التي سيتم الاتفاق على شكلها في مؤتمر الحوار.
وينتظرون صياغة دستورنا الجديد – الذي سيبنى على أساس مخرجات الحوار ويحولها إلى قوالب دستورية.
وينتظرون عرض هذا الدستور المنتظر على الشعب للاستفتاء عليه بحيث تبدأ عملية التحول المنشود.
لكن المؤلم أننا حتى الآن لم نشهد أو نسمع عن ما يفيد أو يؤكد أننا اقتربنا من اختتام أعمال الحوار وصدور وثيقته النهائية ..
ذلك أن مسألة تطبيق مخرجات الحوار وضمانات هذا التطبيق مازالت حتى اليوم تهيمن على النقاشات الدائرة داخل أروقة المؤتمر وخارجه رغم ما يقال عن اقتراب الحوار من مرحلة الحسم النهائي للقضايا الشائكة وأبرزها ما يتعلق بشكل الدولة اليمنية الجديد..
والمؤلم أيضا أن يطرح البعض أن هناك مؤشرات على أن بعض هذه القضايا التي يصفونها بالكبيرة ستكون محل خلافات مع قرب نهاية الحوار وأن هذه الخلافات قد تدفع بعض الأطراف للانسحاب من الحوار أو لإفشاله كما حدث مؤخرا عندما انسحب ممثلو ما يسمى بالتيار الجنوبي مرة وممثلو الحوثيين مرة أخرى وغيرهم من ممثلي القوى المشاركة في الحوار .
والمؤلم أيضا أن البعض يتحدث حول ماهية الضمانات وكيفية تطبيق مخرجات الحوار والجهة التشريعية الملزمة وحول الجهة التي ستتولى التنفيذ وكيفية ضمان المشاركة وفقا لقاعدة “شركاء في التخطيط لبناء اليمن شركاء في التنفيذ”.
وكأن ماحدث خلال الأشهر الماضية منذ انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار لم يقنع الجميع بأن هناك حاجة ماسة لتوافق نهائي لايقبل الشك أو الجدل وبأن هذا التوافق هو الضامن الرئيسي لغد أفضل .
هل تنتصر الحكمة اليمانية على المصالح الضيقة ونحتفل قريبا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ اليمن واليمنيين ¿¿
وفدنا إلى اجتماعات يونيسكو !!!
مازالت ظاهرة سفر وزرائنا وكبار المسئولين المتكرر لمهام لاحصر لها – بعضها لا جدوى منها- تشغل بال الكثير من المتابعين .. ويبدو أن الحديث حول هذه الظاهرة وانتقادها لا يشغل بال المعنيين .. وكأن البلاد في نعيم لاتعاني من مشاكل عديدة ..
آخر عجائب مشاركاتنا الخارجية في المحافل الدولية ما تابعناه عن وفدنا المشارك في اجتماعات المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في دورته الـ37 والذي رأسه وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الأشول وضم في عضويته نائب وزير التعليم العالي الدكتور محمد مطهر ورئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله أحمد ورئيس مركز البحوث والتطوير التربوي الدكتور صالح الصوفي وأمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور أحمد المعمري ومستشار وزارة التربية والتعليم الدكتور حمود السياني..

ستة من كبار مسئولينا التربويين ناهيك عن موظف أو اثنين من صغار المسئولين أدهشونا بالسفر إلى فرنسا لحضور اجتماعات المنظمة الدولية دون أن نعلم ما إذا كانت هذه الزيارة ستعود بالفائدة على البلاد والعباد أم أنها لمجرد الفسحة وإثبات الحضور .. وكأن وفدنا الدائم هناك لم يكن قادرا على حضور المؤتمر العام وتمثيل اليمن بأفضل صورة!!

قد يعجبك ايضا