ليس في التمديد حöكمة

يكتبها: علي بارجاء

 - حين توافقت أطراف الأزمة اليمنية على القبول بالمبادرة الخليجية, كان من أهم بنودها الالتقاء على طاولة مؤتمر حوار وطني شامل يكون وسيلة سöلمöية لحلö المشكلات عöوض

حين توافقت أطراف الأزمة اليمنية على القبول بالمبادرة الخليجية, كان من أهم بنودها الالتقاء على طاولة مؤتمر حوار وطني شامل يكون وسيلة سöلمöية لحلö المشكلات عöوضا عن المواجهة المسلحة التي يمكن أن تكون بديلا طبيعيا للحلö في بلاد يفوق فيها عدد الأسلحة عدد الأقلام.
إذا افترضنا أن الحوار لم يكن هو الخيار الأول, وأن الأطراف قد آثرت المواجهة عسكريا للحسم فإن ما سينتج عن تلك المواجهة العسكرية من ضحايا وانتكاسات سياسية واقتصادية كفيلة بجعل الأطراف تلجأ إلى الحوار اضطرارا لكنú بعد أن تدق بينها عöطر منشم, ويفني بعضها بعضا, إذنú فالحوار هو في النهاية الوسيلة الأمثل الأسلم, والمنقöذ لليمن ليحتفظ بأمنه واستقراره ويحقن دماء أبنائه, إذا كان في الحوار الضمان لحل المشكلة اليمنية من جذورها.
لقد قدöر لمؤتمر الحوار ستة أشهر (فقط لا غير) ليصل باليمن إلى الوجهة التي تريد الوصول إليها, والهدف الأسمى الذي يتوخاه شعبها وأطرافه السياسية المتحاورة التي هي جزء من هذا الشعب, ومنذ ?? مارس وجميع اليمنيين يتابعون مجريات الحوار, وينتظرون بفارغ الصبر أن ينتهي, فلا يأتي يوم ?? سبتمبر إلا وقد تحققت أمانيهم فيقطفون ثمار الثورة ويشعرون أنها ثورة جاءت من أجلهم وأنها منهم وإليهم, ولكن…, نعم ولكن, و(لكن) هذه إذا حضرت خابت بحضورها الآمال, وشعرت النفوس بالقلق والسآمة.
وجاء يوم ?? سبتمبر وجاء بعده يوم ?? أكتوبر, وها نحن اليوم في نوفمبر, ولم ينتهö الحوار, أو لم تنتهö الجلسات الختامية للحوار! لم يقولوا لنا: إن الحوار سيستغرق ستة أشهر, وأن الجلسات الختامية تحتاج إلى شهرين أو حتى إلى ستة أشهر أخرى! فلو أنهم قالوا لنا ذلك من البداية لاطمأنت نفوسنا إلى أن كل شيء يسير على ما يرام, وكما خطöط له, بل كانوا يؤكدون لنا أن الحوار سينتهي في ستة أشهر بما في ذلك جلساته الختامية, أو لعلنا فهمنا ذلك من حماس المتحاورين في الأيام الأولى للمؤتمر, يوم أن كان الشعب اليمني البائس الفقير منشغلا بحساب المبالغ المالية التي سيحصل عليها كل عضو مشارك في الحوار ولا أحسب حينها إلا أن كل يمني قد استخدم الآلة الحاسبة فضرب وقسم وجمع وطرح, وتمنى أن يكون عضوا من الأعضاء المحظوظين الموعودين بالثراء.
طبعا لم يكن طمع الأعضاء في زيادة المبالغ المالية هو سبب التأخير, ولكن هل السبب هو أن بعض أطراف الحوار تحاول أن تكسب الوقت لتحقيق مكاسب أكبر من وجودها في السلطة, ولترسخ حضورها بشكل إيجابي لدى الشعب, حتى تستطيع الحصول على الأغلبية من الأنصار والمؤيدين¿ لأن انتهاء مؤتمر الحوار يعني الانتقال إلى خطوة أهم وهي الانتخابات, وتلك الأطراف ربما علöمتú أن شعبيتها بدأت تنحسر, ورأت أنها ستخسر كثيرا في الانتخابات إذا أجúرöيت في موعدها فراحت تدعو إلى التمديد, بدءا من الدعوة إلى تمديد الفترة الانتقالية, ثم تمديد مدة الحوار, والسعي إلى عرقلة الانتهاء منه وتأخير الإعلان عن مخرجاته التي ستؤدي إلى إحداث التغيير الحقيقي, والانتقال إلى العمل والتطبيق, بعد أن شبع الشعب من الكلام والتنظير والشعارات.
إذا أردنا الحق, فليس في التمديد خير ولا حكمة, بل إن خير البöرö عاجöله, إذا صحت العزائم, وصدقت النوايا, وأردنا بناء اليمن الجديد, أوليس شعار مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو: (بالحوار نصنع المستقبل)? إذنú فالسؤال الأهم هو: متى سيأتي المستقبل و((غير)) ذوي الشأن ممن لا تهمهم غير مصالحهم يؤخöرونه لأنهم يخافون منه?!

قد يعجبك ايضا