الشعب المتحمل الصابر هو الظافر

حسن أحمد اللوزي

 - يتعجب الأشقاء والأصدقاء من قوة وعظمة تحمل هذا الشعب ويحضرهم كل يوم هذا السؤال المهم لماذا لم يتعب هذا الشعب الصبور أو يصاب بداء اليأس والإحباط ¿¿ ما الذي يجعله  صامدا

يتعجب الأشقاء والأصدقاء من قوة وعظمة تحمل هذا الشعب ويحضرهم كل يوم هذا السؤال المهم لماذا لم يتعب هذا الشعب الصبور أو يصاب بداء اليأس والإحباط ¿¿ ما الذي يجعله  صامدا مستبشرا بالفرج والوفاء بالوعود¿¿ تلقف سعة صدره كل ما تأتي به الأيام من المتاعب والفجائع والأحزان والآلام  يغتسل بضوضاء الكلمات الجارحة والكتابات الخبيثة من كل نوع! ولكنه لا ينساق لها ولا يخضع لتأثيراتها السلبية على نفسه أو عمله أو حياته…لأنه مازال يؤمل فيها خيرا كثيرا بفضل الحرية المسؤولة ويقظة رقابة الضمير ولأنه يؤمن بالدور العظيم للكلمة الطيبة  الحرة المسئولة ووظيفتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والحضارية كقوة معنوية وسلطة ذكية مؤازرة لحرية الحوار ومسؤوليته وفي مقدمة ذلك الحرص على التوائم والتلاحم واحترام الإجماع الوطني على الاحتكام إلى الحوار الوطني الشامل والتبشير بالاتفاق على نتائجه والالتزام بها وتنفيذها.
فمن أجل ذلك يتحمل الشعب الصابر والمتبصر جور تفاقم الأوضاع والاختراقات المؤلمة للحياة الاجتماعية والسكينة العامة متشبثا بروح المؤمن المتفائل والمتمسك بقوة الأمل في النجاح الكامل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل من كافة جوانبه المجسدة للمهام المحددة له وعدم إضاعة الوقت في الترهات التي مازالت تفعل فعلها في بعض النفوس المعتلة والتي لم يشفها البلسم الناجع للتسوية السياسية الحائزة على رضى الشعب وإعجاب العالم وثقة الجميع بأنها طريق كل اليمنيين للوصول  إلى بر الأمان وتحصين نجاة الوطن وخروجه من براثن المحنة الدامية المدمرة بأقل الخسائر وأيسر المعاناة بالنظر لما أصاب ويصيب الأقطار الشقيقة الأخرى!!
نعم إنه شعب أبي صامد ومثابر يتوسل السلوى في القلعة الإيمانية الصلبة والشامخة والتي لايمكن أن تهتز متحصنا بالحكمة التي هي له وعرöف بها وهي في حد ذاتها حكمة الممهل وليس المهمل والمطمئن الواثق وليس الخانع القابل بالضيم ولذلك استطاع أن يعاشر الأحزان ويسهر على تضميد الجراح  والتغلب على موجات المعاناة واحدة إثر الأخرى دون أن يتزعزع أو أن ينكسر  مستغرقا في الصبر الجليل ومتمسكا بالظن الجميل وتتعاظم قدراته المعنوية العالية  في تحمل الفواجع والآلام والمآسي التي تعتصر النفوس وتطحن الصدور وتدمي القلوب موقنا بأن ذلك من عزم الأمور (وإöن تصúبöرواú وتتقواú فإöن ذلöك مöنú عزúمö الأمورö).
وخاصة وهو يرى في المقابل أعمالا تنجز في خضم الحوار المتواصل مما يعني بأن خطوات التسوية السياسية حريصة على مسار الحركة الوفاقية العقلانية محافظة على رشدها وعقلانيتها وحذرة من خطورة أي انحراف بها عن مسارها الواضح الدقيق ولن تلتفت في نهاية مطاف الحوار إلى من شذ وأصابه العمى أو باع ضميره للشيطان المتربص بوحدة الوطن!! وهو يعلم علم اليقين ان الشعب كله لا يمكن ان يفرط في وحدته وأمنه واستقراره وفي جمهوريته وحريته وديمقراطيته كما أن الشعب وحده القادر على معالجة حقد الواهمين بتمزيق اليمن أو المساس بوحدته وحريته وديمقراطيته عنوان حضوره الأصيل لحياة العصر الذي نعيش فيه حريصا من خلال أبنائه الصادقين المخلصين الأوفياء الأبرار رجالا ونساء و شبابا على استكمال مقدمة الواجب لإنقاذ فريضة السير والتقدم في مواجهة تحديات الالتزام والتطبيق لكل ما سوف يأتي به ويقره مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صورة المشروع الحضاري والحداثي الجديد في الدولة المدنية الحديثة.

قد يعجبك ايضا