اقاصيص

خالد الحيمي

 -  مغادرة: 
ليس جاهزا للنار التي ستلتهم جسده وروحه وليس مستعدا للجلوس القرفصاء على أبواب الجنة. يود أن يغادر ولكن بعد وداع لائق بعد أن تحتشد الرؤوس من حوله وهو يقف ثملا
مغادرة:
ليس جاهزا للنار التي ستلتهم جسده وروحه وليس مستعدا للجلوس القرفصاء على أبواب الجنة. يود أن يغادر ولكن بعد وداع لائق بعد أن تحتشد الرؤوس من حوله وهو يقف ثملا بالرحلة الأبدية يرشقهم بخطاب حماسي مفعم بالسياسة ويرشف كأسا معتقة فيما تصفق الحشود.. يرغب بمناقشة بعض الأمور العالقة ثم تأخده النشوة فيأمر بحز الأعناق التي لا تعجبه. ربما تسيل الشفقة من عينيه لكنه لن يهتم بل سيطالب بنكتة محلية الصنع ويضحك بلا توقف و.. يغادر.
مزاج سائد:
الغثاء الذي عثر عليه متشردا في مقيل ناء دفعته النمطية والرتابة لاتخاذ أشكال تتغير تبعا للمزاج السائد متجسدا على هيئة: أحزاب تنتعل أتباعها صحف سمجة كتاب حثالة شعراء فقدوا إلهامهم مدراء عموم بأذيال حيوانية أطباء يمارسون الشعوذة تجار بلا ضمير مشائخ مستنسخين قبائل أصيبت بالحول رجال دين في لحى مستوردة فتاوى مطاطية جاهزة أطفال بلا مستقبل فتيات صغيرات عانسات سلفا مدن تختفي في ظروف غامضة جنود ينتظرون حربا لا تهمهم.. وأشكال لا حصر لها..!
ذكريات مصادرة:
تلقفته بحذر أدارت له نصف وجهها وتصنعت عدم الاهتمام وتركته يسلك مدارج الظن إلى مراتع الصبا .. قال مضيعا نصف روحه: جئت تقودني الذكريات. إن لي على كل ذرة رمل هنا قصة أو حكاية لي هنا ضحكات كثيرة .. نزوات .. كبوات .. لي باختصار أحلام طفولة. لم تعره انتباه والذكريات نأت حضنها الدافئ الذي حلم به لم يجده بيته صار ملكا لغير أبيه حقله لم يعد بلون أصابعه رفقه الأمس ما عاد يعرفهم سرقته المدينة فعاد ليبتاع حلما كئيبا ويترك أسطورة تتغذى بجدران ذكرى عتيقة !

قد يعجبك ايضا