كرنفال الحياة البهيج
علي العماري
طريق الحياة لا شك قاس وطويل جدا فإذا تعثرت خطاك وسقطت أرضا انهض ثانية سر إلى الأمام لا تنظر إلى الوراء.
* أترك الماضي بذكرياته المؤلمة خلف ظهرك .. عش حاضرك بحلوه ومره أطل بنظر المتفائل بعيدا صوب الأفق المرصع بألوان الطيف الفرائحية.
* أعمل بضمير إنسان حي قلبه عامر بالمحبة قدم للناس أفضل ما لديك أخدمهم بحب بتفان وإخلاص .. أغدق عليهم بسخاء لا تبخل بشيء عاملهم بنبل وصدق.
* أنت أيضا بحاجة لأفياء حنانهم ونيل رضاهم وإعجابهم وظل حبهم الوارف بحيرات عيونهم الدافئة مرافئ أحضانهم الحانية ومراسي مياههم الآمنة.
* حضن الوفاء مانع تضاريس الهوى المتقلب أهواء الزمن طقوس الطواويس هنجمات الثعالب والديوك عثرات المسار وجميع أنواع الأرزاء.
* اشرب من قاع النهر لا يهم ما دام عنوانه النقاء.
* العيد قناديل فرح لا عناقيد غضب سماؤه مطرزة بالنجوم الزاهية المبعثرة السابحة في الكون بلا وجهة محددة وفيه بهجة الأطفال أزهى من ضوء النيازك والشهب وابتسامتهم أكثر بهاء وإشراقا واستقطابا من دوران الكواكب والسعادة لا تكتمل إلا بهم.
* يستعدون للعيد السعيد قبل شهور بجمع الأحطاب لإشعال النيران في قمم الجبال والتلال وأسطح المنازل عشية العيد .. وفي ذلك المساء تقوم الأمهات والعمات والخالات والجدات بتزيين كفوف ا لأطفال بالحناء فتمضي ساعات الليل ثقيلة جدا عليهم وكأنها أعوام بانتظار الضيف القادم.
* يتسابقون في النهوض قبيل شروق شمس يوم العيد من شدة الفرح ومن أجل الهدايا (الجعالة) ولكنهم الأجمل على خارطة الأشياء والمظاهر العيدية الاحتفائية .. يحملقون حول ضحية العيد يتبركون به غير مكترثين من اتساخ ملابسهم الجديدة .. فهذا هو عالم الطفولة البريئة الحقيقي بالنسبة لهم.
* للعيد عند الأطفال مذاقه الخاص ونكهته المميزة على خلاف الكبار الذين ينظرون إليه كسائر الأيام العادية الأخرى اللهم إلا أنه يضاعف همومهم لكثرة متطلباته واحتياجاته وخصوصيته.
* أعياد الأيام الخوالي أفضل من اليوم وأعياد الريف أروع من الحضر. أفراح زمان أكثر مساحة وجمالا من الراهن حيث ضاقت رقعة السلا.. حياة الناس كانت بسيطة لكنها سعادة وهناء مرح رقص وغناء طوال العام أهازيج ومهاجل شعبية فلكلورية تمتد على مدار أيام السنة خلال مواسم الحصاد والليالي المقمرة الملاح والأعراس ورمضان وعيدي الفطر والأضحى .. المشهد مزيج مختلط من النساء والرجال والشيوخ والأطفال لا فرق بين الغني والفقير الجميع سواسية فالفرح أو الحزن يجمع كل أبناء القرية أو المدينة الواحدة .
* الكون الفسيح يزداد اتساعا مع مرور الوقت وعالم البشر يضيق أكثر فأكثر مع كل انفجار سكاني جديد.. الأرض كل لا يتجزأ الإنسان هو من صنع الحدود بين الدول وأخترع جواز السفر ورغم ذلك تبقى الحياة مهرجانا كرنفاليا كبيرا وقطعة موسيقية محببة إلى قلوبنا وإن وجد بين ظهرانينا من لا يجيد العزف على وتر الحب والحنين.
كل عام والجميع بألف خير.