الفساد إلى متى¿
عبدالله علي النويره

الفساد غول يلتهم كل المنجزات التي يمكن تحقيقها وهو كارثة أينما حل ومصيبة تعصف في المجتمع الذي يصاب بهذا الداء القاتل الذي لا يبقي ولا يذر والمشكلة أن كل فساد يبدأ صغيرا ثم يكبر ويتوسع توسعا سرطانيا حتى يصبح خارج السيطرة ويكون المجتمع بكل أطيافه هو الذي يتجرع نتائجه الوخيمة.
ونحن في اليمن قد أصابتنا هذه الآفة في مقتل ولم يبق مجالا من مجالات الحياة إلا ووصل إليه الفساد حتى الأخلاق والقيم والمبادئ النبيلة وصلت إليها هذه الآفة وقضت على أجمل ما كان يتصف به المجتمع من سمو أخلاق ووصل الأمر على حسب ما قال أحد الإخوان بأنك إذا أردت أن تتخلص من شخص ثقيل على قلبك فما عليك سوى إقراضه وهو سوف يبتعد عنك وينكر معرفته بك أصلا لأنه يستحيل أن يعيد لك المال الذي أقرضته.
كنا نشكو من تعثر المشاريع سوء تنفيذها وتأخر إنجازها وكنا ندعوا بالويل والثبور وعظائم الأمور بسبب هذا الفساد وإذا بنا نكتشف ما هو أدهى وأمر وهو وجود مشاريع على الورق تصرف لها المليارات وهي غير موجودة سوى في جهاز الكمبيوتر وفي رؤوس المخططين الذين يملكون أدمغة جهنمية وهذا يذكرني بما تم تداوله في الانترنت على سبيل التهكم في الفرق بين مسؤول يمني ومسؤول ياباني حيث قام المسؤول اليمني بزيارة اليابان فوجد لديه منزلا جميلا فقال له كيف حصلت عليه فقال له الياباني بأنه مكافأة اتقانه في تنفيذ الجسر الذي بجوار المنزل وبعد سنوات زار اليابان ذلك المسؤول اليمني فوجد أن لديه منزلا خياليا من حيث البذخ والمال فسأله الياباني كيف حصلت على هذا المنزل الأسطوري فقال له: مكافأة الجسر فقال له أي جسر فأشار له إلى عدد من المخططات الخاصة بالجسر الذي تم رصده على الورق وتم استلام كامل مستخلصاته ولم يتم تنفيذه.
إن هذا الأمر يجب أن لا يتم السكوت عنه وعلى أقل تقدير نحن نطالب بأن تعود الأمور إلى نصابها وأن يتم رفع العمولات على المشاريع التي يتم تنفيذها بالفعل تشجيعا للمفسدين على التخفيف من فسادهم وينفذوا المشاريع على أرض الواقع مقابل رفع نسبتهم من قيمتها.
كان يقال اطلب عمرا تنظر عجبا وقد أصبح هذا المثل قديم فأطلب عمرا تنظر فضائح يندي لها الجبين.
