نجاح رغم كل العقبات ..
كتب/المحرر السياسي
أكدت كلمة الأخ عبدربـه منصور هادي رئيس الجمهورية -رئيس مؤتمر الحوار الوطني التي ألقاها في بدء مداولات الجلسة العامة الختامية لأعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أهمية استيعاب الـدلالات والمعاني البالغة التي تكتسبها مخرجات المؤتمر في التوصل إلى حلول توافقية تؤسس لمرحلة جديدة تقوم على مبادئ العدل والحرية والمساواة والشراكة الوطنية في السلطة والثروة.. وعلى النحو الذي يحقق لأبناء الوطن تطلعاتهم في الاستقرار والنمو والازدهار وينأى بوطنهم عن مزالق العودة إلى الماضي أو الارتهان إلى متاهات الاحتراب.
ولاشك بأن هذه التطلعات المشروعة التي تشرئب إليها أعناق اليمنيين ومعهم الأسرة الإقليمية والمجتمع الدولي بحاجة ماسة وضرورية إلى استلهام الدروس المريرة التي تعيشها بعض أقطار ثورات الربيع العربي التي ارتهنت إلى الاحتراب عوضا عـن الذهاب إلى الحوار.. وبالتالي ضرورة الاتعاظ من هذه التجارب والعمل المثابر والمخلص من قبل مختلف المكونات السياسية والمجتمعية داخل مؤتمر الحوار الوطني وذلك بتغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها من مصالح و انتماءات حزبية وأنانية ومناطقية ضيقة فضلا عن ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لإنجاز ما تبقى من مرحلة الحوار الوطني وبنفس الروح التي انطلق بها ومعها أفق التسوية السياسية التاريخية والمدعومة إقليميا ودوليا وعلى نحو غير مسبوق.
إن التوقف عند تلك الصعوبات لا يقلل البتة من حجم الإنجاز الكبير الذي حققه المتحـاورون وذلك في إطار هذه المسؤولية الوطنية الجسيمة وقـدرة النخب على تحقيق كامل تطلعات المواطن على امتداد رقعة الأرض اليمنية والتوصل إلى مخرجات آمنة تهدف إلى صياغة عقد اجتماعي جديد يصون كرامة الإنسان ويلبي مطالبه الحياتية ويرسخ حقوقه المدنية ويجعل منه شريكا فاعلا في الحياة السياسية وأداة رئيسية من أدوات التغيير والبناء.
أمـا وقد أنجز المتحاورون هذه المهام الوطنية بكل المسؤولية والاقتدار فإن الأمانة تقتضي الإشادة بجهود الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي المخلصة وتفانيه الدؤوب لتذليل كافة الصعوبات والتحديات فضلا عن حنكته وحكمته في التغلب على مجمل المشكلات الذاتية والموضوعية المنتصبة أمام مسيرة التسويـة وفي الإطار الذي يعزز القواسـم المشتركة ويعمق الألفة والتوافق بين مختلف الرؤى والاجتهادات داخل مكونات الحوار.. وهـو ما نجح فيه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بامتياز استحق عليه تقدير الأسرة اليمنية وثناء المجتمع الدولي خاصة وقد برهن الأخ الرئيس الحرص على التمسك بثوابت أمن واستقرار ووحدة اليمن ومصالح الوطن العليا التي هي جزء لا يتجزأ من منظومة أمن ومصالح المنطقة والعالم وذلك بالنظر إلى اعتبارات موقع اليمن الجيوستراتيجي بالغ الأهمية وفي منطقة لا تسمح بتجريب الحسابات الخاطئة!.