الشرفي يا بلد!!!!
عبدالرحمن بجاش


لا أدري ماذا يمكن لي أن أقول بعد أستاذنا د.عبد العزيز المقالح عن الشرفي …., لكن صديقا عزيزا أرسل لي عبر التليفون رسالة قصيرة يطلب مني أن أحدث فلانا , فقلت يا أخي فلان لم يعد يعرف أمثالنا !!! , الشاعر الكبير محمد الشرفي من إذاعة صنعاء إلى صفحات الدواوين إلى الديبلوماسية من التشيك إلى أديس إلى حمل اسم اليمن, لم يحمل قريته, ولا قبيلته, ولا شخصه, بل حمل هموم بلد, وعبر عن أكثر فئات المجتمع ظلما (المرأة), ومن خلال قصائده الجميلة حمل قضيتها أكثر مما حملتها هي !! من ملحق الثورة في بداية الثمانينيات عرفته يوم أن كنت (انتبه) حسب ما كان يطلب لتصحيح قصائده, وهو الأنيق شكلا ومضمونا وشعرا, ومن خلال لورانس ديونا تلك السويسرية ذات الملامح النبيلة صاحبة كتاب ( اليمن التي شاهدت ) ازددت معرفة به, وآخر لقاء شكى لي من أنه ذهب بآخر ديوان له إلى إحدى المكتبات, فقالها له صاحبها : احتراما لاسمك سأقبل أن يعرض هناك وراء الزجاج لكني لا أضمن أن يباع!!!, قال: خمسة أشهر وأنا أمر وخفية أرى الديوان لا يزال كما هو (بضاعة راكدة) فاستحي وانصرف!!, وهذا هو حال الأديب في هذه البلاد بضاعته ليس لها سوق, يبيع كل ما لديه ويطبع ولا يجد من يقرأ!!!, الآن ليس هذا موضوعنا, بل أن حالة الأستاذ الشرفي هي الحكاية, وحقيقة أنا شخصيا لا أدري إلى أين سيصل صوتي!! فالأبواب كثرت والبوابين صاروا كثر!! وعلى كل فقد قلنا مليون مرة صونوا كرامة الموظف كائن من كان بالتأمين الصحي واحموا كرامته من الإذلال أمام الأبواب والبوابين!!, حسبي أن أقول هنا من دكاني: يا ناس الأستاذ محمد الشرفي حالته في الأردن متعبة من كل النواحي, وهو رجل يتبعه مرتبه, وليس وراءه أي سيارة لمرافقين!! فاحفظوا كرامته وكرامة المبدع والمواطن البسيط … لا أدري لمن أوجه هذا النداء … فقط هو إرضاء للضمير ….., وما معنا سنمنحك إياه … الدعاء والتمنيات!!!! أكثر من هذا نقول يا رب السماوات والأرض لا تذلنا أمام أي باب أو بواب … استرجع أمانتك ونحن على الفراش يا رب العالمين.
