جلد الموروث وسلخ الثوابت.. 2-2

فايز البخاري


 - 
* الشخصيات: حاول الغربي عمران أنú تكون شخصيات روايته جزءا من المشهد اليمني ككل وبدا من خلال النص أنه تعمد تسمية بعض تلك الشخصيات بأسماء ذات إيحاءات لا نحبöذ ذك

* الشخصيات: حاول الغربي عمران أنú تكون شخصيات روايته جزءا من المشهد اليمني ككل وبدا من خلال النص أنه تعمد تسمية بعض تلك الشخصيات بأسماء ذات إيحاءات لا نحبöذ ذكرها ولا نوافقه الرأي عليها وهي بمجملها آراء سياسية وليستú دينية.
لكننا نستطيع القول بأن شخصية (سمبرية) بطلة الرواية والتي جاء السرد على لسانها هي رمز للمرأة اليمنية المكافحة التي ظلت ولاتزال حتى اليوم تعاني من شظف العيش ومرارة فراق الزوج المغترب إما هربا من الاضطهاد الاجتماعي من قبل بعض المشائخ أو طلبا للرزق بعد أن انعدمتú سبل العيشö الكريمö في وطن أقل ما يمكن القول عنه أنه غني بثروات لا يعلم أين تذهب سوى القائمين عليها وبموارد لا تنضب لم يتم حتى اليوم استغلال ولو جزء بسيط منها.
أما شخصية (الجد) صاحب المصحف الأحمر فهي رمز المقاومة والرفض.
وشخصية (شرهان) نموذج للمناضل الوطني المخلص الذي ينفذ الأوامر الموكلة إليه دون نقاش ودون الاستماع حتى لمشاعرöهö التي تحاول أحيانا إثنائهö عن آداء الواجب.
فيما جاءتú شخصية (مولانا) كنموذج للضحية المجتمعية أو ضحية الاستبداد والتسلط المجتمعي كما هو في الوقت نفسه نموذج لبعض المناضلين المغلوبين على أمرهم. ومن خلاله يعكس الروائي مأساة بشعة ظلتú منتشرة إلى عهد قريب في مناطق متفرقة من اليمن حيث كان يتم قطع العضو التناسلي لبعض الرجال إذا غضب عليهم الشيخ أو بعض وجهاء القبيلة إما لأنهم اقترفوا الحب مع نسائهم ومحظياتهم في مجتمع يحرöم الحب ويرى فيه عارا وشنارا أو لقيامهم بوطء غير شرعي وهو ما يتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية فضلا عن الإسلامية.
وقد رسم الروائي بشخصية (مولانا) صورة ناصعة للجهل الذي كان مستشريا في مجتمعنا إلى وقت قريب ولا يزال في بعض المناطق والذي يجعل العامة من البسطاء ينظرون لأصحاب العمائم والذقون والمسابح بنوع من التبجيل رغم أنهم لا يملكون من العلم شيئا ويسبحون في جهل لا متناهي. ولا يعدو تحصيلهم العلمي عن بعض الأذكار الصوفية وأناشيد الموالد واليسير من قصار السور القرآنية وبعض الآيات الشهيرة كآية الكرسي.
وهذا مؤشر خطير ينبه إليه الروائي حتى لا يظل الناس يتلقون عن مثل هؤلاء الجهلة كلما يقولونه دون تمحيص أو نقاش. ما يعني أيضا أن هؤلاء الجهال يشكöلون خطورة على المجتمع من خلال الخزعبلات التي يخدشون ويشوهون بها أذهان الناس.
أما شخصية (الشيخ) فهي رمز للاستبداد والاستعمار في آن معا. كما يشير لظاهرة حقيقية انتشرت في بعض المناطق الوسطى والجنوبية والغربية التي أتاها بعض الدخلاء واستطاعوا بمكرهم إيقاع الضغينة بين أبنائها فاستولوا على أراضيها وحصونها معا!!
وهنا نجد أن الشيخ نموذج للمستبد ورمز للدخيل والأجنبي الذي إنú تمكن من مكان أو منطقة أذل أصحابها وأهلها وأصبح هو الآمöر والناهي دون مراعاة لأية حرمة. ويصبح كل ما في البلاد ملكه بشكل أو بآخر كما فعل الشيخ بوادي عرفط حين أخذه عنوة بعد كارثة السيول عن طريق الحيلة وسحب عقود الملكية من أصحاب الأرض الحقيقيين ليصبحوا فيما بعد مجرد أجراء للشيخ.
*المكان والزمان: الزمان كان حاضرا بقوة في رواية (مصحف أحمر) من خلال سرúد أحداث المناطق الوسطى التي دارتú في سبعينات القرن المنصرم وحرب صيف 1994م.. فيما كان المكان أكثر حضورا من خلال الأسماء الواردة في ثنايا النص ومöن ذلك (حصن عرفط) المكان العالي الذي لم يشفع له علوه وارتفاعه مöن السقوط في أيدي الشيخ المستبد المتسلط ولم يحاول أبناؤه الارتفاع والعلو بأنفسöهم أمام صلف الشيخ الذي لم يكن يسكن فيه وجاء إليهم غريبا دخيلا ولم يسمحوا له بالعيش إلا خارج الحصن في مكان أقل ارتفاعا منه عند مواجهة الحصن. وكان الأولى بسكان الحصن – الذي هو رمز للوطن- أن يظلوا بسلوكياتهم مرتفعين كارتفاع ذلك الحصن المهيب لا أن ينحدروا إلى مستوى المكان الذي يمكث فيه الشيخ ناهيك عن بقائهم يدا واحدة وأن لا يتفرقوا ويسلöموا زöمامهم لدخيل يستبد بهم.
* الحس القومي: اختيار العراق مكانا لشخصية المحكي له وهو الابن الذي تسرد له بطلة الرواية (سمبرية) قصة والدöهö التي تمثöل فصول الرواية ومنذ بدايتöها كان مؤشرا على ميول الروائي نحو الاتجاه القومي الذي بدأ يلقى رواجا في المشهد الثقافي العربي ككل بعد أن خفت لعقود من الزمن في مواجهة المد الديني.
وهناك ا

قد يعجبك ايضا