واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر
نجيب محمد الزبيدي
> 26 سبتمبر من الأيام التي يزهو بها الوطن ويحتفى بها ثورة شامخة بحضورها كواحدة من أهم المحطات التاريخية الناصعة بنضوج أهدافها ورؤاها.
إن الـ26 من سبتمبر المجيدة أحد الأيام الناصعة التي يزداد بريقها ألقا ولمعانا إن الأجيال تتوالد وكلما غادرنا جيل وأتى آخر يستقي من نبعها ويستنير بأهدافها ويستلهم منها كل المعاني والدروس ويرتشف عبقها ولقد قالها الشعب اليمني حينها وبصوت عال (ثورة ثورة حتى النصر).
> لقد كان الوالد الأستاذ المناضل محمد الزبيدي- رحمه الله- صادقا بالقول عندما أجاب على سؤالي الهام: هل تؤكد لي أيها الوالد الأستاذ بأن الثورة اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية هي ثورة ثنائية من خلال ما حملته في مضمونها وهل حقا بأن الهدف كان واحدا¿!
على الفور تلقيت الاجابة من الوالد الأستاذ الإعلامي الكبير فلقد اجاب بالقول: لاشك أن وثائق وأدبيات التاريخ الوطني تؤكد بأن الثورة السبتمبرية والأكتوبرية شكلت رؤية تقدمية ارتبطت في سياق المعنى والدلالة ضمن نهج واحد ولقد كان الخطاب السياسي لكلا الثورتين سبتمبر واكتوبر واحدا يعبر بالدرجة الأساس عن ذلك الهدف المقصود منه تحقيق التغيير المنشود لشعب واحد.
> ولازال الكلام للأستاذ الزبيدي متابعا كلامه الهام جدا: اعلم يابني بأن الأيام النادرة لا تتكرر وتظل عالقة في ذاكرة الناس محفورة في ذاكرة التاريخ وخالدة في أجندات الوطن.
ثم لو رجعنا إلى صفحات التاريخ المعاصر لليمن تبرز العلاقة الوطيدة بين الثورتين ولاشك بأن الجهود الوطنية قد اثمرت فيما بعد وبشكل ملحوظ وإيجابي وفعال سيما عقب انتصار النظام الجمهوري في شمال الوطن.
> ولكي لا اطيل عليك أن تعلم أنه وبعد فترة وجيزة قام الثوار الأحرار بالشمال بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأبناء المحافظات الجنوبية في نضالهم ضد الاحتلال البريطاني وانتصار ثورة الـ14 من أكتوبر ولقد كان للتلاحم الوطني بين أبناء الشمال والجنوب أثره البالغ في التسريع لدحر الإمامة وطرد الاستعمار.