الحديدة تغرق!
عبدالرحمن بجاش


رسالة هي عبارة عن صرخة صادرة عن صديقي وزميلي مرهف الإحساس خاصة حين يسمع أيوب !! محمد إبراهيم أطلق صرخته عبر المادة التي نشرت هنا في (الثورة) وستتبعها مواد وألحقها برسالته عبر التليفون (ساهم بإيصال صرختها), وقد نزل ميدانيا يحاول لملمة جرح الحديدة بل جراحها وقد بدأ من ( مدينة الفل والتجارة تغرق في طوفان المجاري)..!!, ومحمدا قلمه جميل وقد أنجز ثلاث حلقات ومن اليوم تبدأ حلقات النظافة وبعدها الدراجات والأمن والأراضي وقرية منظر وقصص مأساوية زبيد!!!! وكنت تمنيت لو أن ظروف الحديدة وتهامة أفضل ليتغنى محمد بقلمه الجميل عن إنسانها وبحرها ولياليها العذبة !!!, كنت تمنيت وقد ذهبت بنظري إلى أول العبارة ( الحديدة تغرق ) كان يفترض أن تكون غرقانه وسط أكباش الفل وأكباد وقبوات الكاذي لأجدها تغرق وسط المجاري !!! لا سامح الله من كان قصير النظر فقصر عمر المجاري كأنها لقرية سيذهب عنها سكانها خلال عشر سنوات !!! فبدلا عن تلك المزارع في الجر وما حولها والتي صممت لتعيش مئات السنين ألم تكن المجاري أحق !! والحديدة التي حلبت ألم تكن أحق بتلك الأموال التي ذهبت إلى الجر وما حول باجل بل وكل تهامة مسافات يعجز النظر أن يصل إلى نهايات مزارعها !! ويا محمد ستتعب ولن يتعب من حلب حتى نزلت الدماء !! غبني عليك انك ستغرق في حرارة الشوارع وسترى المدينة الوحيدة من بين مدن الشمال من كانت مهيأة أن تكون مدينة وقد وئدت ولن ترى على الشاطئ الجديد سوى أسوار لا تنتهي !! حق من ¿¿ بالتأكيد ليس حق البسطاء!! وإذا دخلت إلى قلبها ستجد أبوابا خشبية تسرق وتباع خارج البلاد ومنازل قديمة تزول أمام ناظري الآثار!! وقلعة تحولت إلى مكاتب وبيت المزجاجي ستبكي عليه!! الحديدة مشكلتها أن أصحابها يزايدون بها ويحلبونها لغيرهم ويقدمونها مدينة وفاء وهم ليسوا أوفياء – أتحدث عن تجارها الرديئين – كوفاء عبد الرحمن الأهدل لها وعبدالباري ومحمود ومحمد وسلسلة الطيبين من لا تزال الحديدة وزبيد همهم الأكبر من تاجروا بها يا محمد هم ساهموا في المتاجرة باليمن كلها وصرنا لا ندري من أين يبدأ الظلم وأين ينتهي !! فقد فاش الظلم حتى وصل إلى أعماقنا وسكتنا وها هي النتيجة تتبدى بشرا يتحداك وآخرون يشحتون التعاطف حتى إذا سمعوا قرحة طماشة!!!, أين الإنسان في الحديدة وتهامة¿ هذا هو السؤال الأهم فأبحث عن الإنسان يا محمد فإذا وجدته فسلم لي عليه … وأسأله بالله وبكل القيم أن يستعيد مدينته قل تهامته.
