ولنا مما حدث في مصر درس وعبرة
المهندس/عبدالرحمن محمد الحمدي

المتابع لمراحل الثورة الشبابية في مصر كان يدرك أن الجيش المصري انذاك كان في موقف صعب أفضل توصيف له أمران أحلاهما مر أما أن يساند الرئيس المخلوع مبارك مما كان سيؤدي لمواجهة مع الشعب وانهار من دماء الشعب المصري العظيم سوف تسيل أو عزل مبارك (مكرها اخاك لا بطل) على أمل إيجاد مخرج لمبارك وبعض أو معظم أركان حكمه مستقبلا معتقدا أي الجيش أنه بمقدوره السيطرة على الموقف والالتفاف على الثورة مع مرور الوقت خاصة دفة الحكم ستكون كاملة بيده..
مالم يتوقعه المجلس العسكري هو تماسك قوى الثورة لتحقيق كامل أهدافها وعدم الاكتفاء بخروج مبارك من الحكم. استمرت محاولة العسكر لشق الصف الثوري والتظاهر بأنهم جزء من الثورة والأمناء عليها.. كل هذه المحاولات اصطدمت بالتماسك الأسطوري لكل قوى الثورة وفي مقدمتها كان الشعب المصري العظيم صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير.. من هنا تغيرت الاستراتيجية وقرر الجيش والقوى المناهضة للثورة في مصر وبالتنسيق مع بعض دول الخليج وبعض دول الغرب التي كانت ضد الثورة في مصر وبقية بلدان الربيع العربي إن حاز التعبير اتباع خطة رمي طعم السلطة الذي ابتلعه اخوان مصر وهم لا يشعرون.
لولا تكاتف كل فئات الشعب في ا لدورة الثانية للانتخابات الرئاسية لما نجح مرسي.
وربما السلطة التي أبهرت الإخوان واضوائها زغللت أعينهم وأعمت أبصارهم وبصيرتهم وشهوة الكرسي جعلتهم يختزلون الدولة في أنفسهم والتخلي عن كل من شارك في إنجاح الثورة وأوصلهم إلى سدة الحكم. اخوان مصر ابتلعوا طعم السلطة وبدأ الرئيس مرسي حكمه أو بالأصح حكم الإخوان بمجموعة من القرارات الانفرادية الخاطئة بل والقاتلة التي وضعت ملامح إخونة الدولة وإقصاء الآخرين سواء ممن كان لهم شرف السبق في إشعال فتيل الثورة أو من الذين شاركوا وانضموا لها في أوقات لاحقة كل هذه الممارسات والقرارات الخاطئة أدت إلى عزل الإخوان عن باقي القوى الثورية والسياسية في الشارع المصري بل وعن غالبية الشعب المصري …. عندما تأكدت قيادة الجيش أن الإخوان أصبحوا وحدهم في الساحات والميادين ولن يقف معهم أحد قاموا بعزل الرئيس مرسي وما تلا ذلك من فض للاعتصامات وغيرها خير دليل لأن المواجهة أصبحت بين الإخوان والجيش وليست كما كانت إبان الثورة بين كل فئات الشعب والجيش ولذلك سهل التعامل معهم دهاء وطول نفس فريد من نوعه.
المتابع لسير الأحداث في اليمن يجد أننا نسير في نفس الطريق والحكام الجدد يتعاملون ويديرون البلد بعقلية المنتصر والمتصرف الوحيد بمقاليد البلاد والعباد . خلال الثورة والعام الذي تلاها كنا نسمع أن الجميع سيكونون شركاء في هذا الوطن حقيقة سمعنا هذه النغمة ولم نعيشها أو شعرنا بها أعتقد أن الغالبية كانت تغالط نفسها بل وتحرص على ان لا ترى الحقيقة وقتها حفاظا على وحدة الصف والخوف من التشرذم الذي كان سيؤدي إلى عودة النظام السابق. الآن الوضع واضح وضوح الشمس هناك داخل صفوف القوى الثورية الشبابية وبقية شرائح الشعب اليمني مما يسهل عملية الاتفاف على الثورة واستنساخ النظام السابق بصورة أخرى أكثر بشاعة من سابقه مع اختلاف الأشخاص والممثلين ولنا في مقابلة الرئيس السابق الأخيرة مع قناته «اليمن اليوم» وتصريحات باقي أسرته خير دليل على ذلك ما لم يجعل الجميع مصلحة اليمن فوق كل المصالح سواء كانت شخصية حزبية مناطقية أو مذهبية وغيرها فإن المحضور سيأتي في اليمن بقالب آخر.
