ولا ترúكنوا …!
أحمد غراب

وعود المانحين لليمن ينطبق عليها المثل الشعبي “معي لك مرة لا مات زوجها” وقد تموت انت قبل زوجها .
اقول هذا الكلام لأني أرى الأجواء ملبدة بالغيوم ومؤتمر الحوار انهى شوطي المباراة والوقت بدل الضائع والآن سيدخل في الشوط الاضافي الذي يبلغ ثلاثين يوما.
معروف أن المتضاربين في اليمن يتضاربون وهم راكنون على أن الدول المانحة ستعوض الخسائر الناجمة عن صراعاتهم وانصراف البلاد عن النهوض الاقتصادي والانشغال بالنزاعات الداخلية.
مثل كل مرة سنكتشف أن وعود المانحين كانت على طبق من جليد وان من تعشى بوعود المانحين ما تغدى بها وان خيبتنا مننا فينا وان من ركن على صبغ المانحين اكلها يابسة.
الحاصل أن المانحين في كل مأزق شديد تمر به اليمن يجتمعون ويراضون الاطراف المتصارعة كما نراضي الاطفال تماما ويتعهدون بمليارات حتى تصفو الاجواء والانفس قليلا ومع مرور الوقت يجد البلد نفسه في ضائقة اقتصادية شديدة ويغني للمانحين ” عادك حبيبي اركن.
فترد عليه باغنية المرحومة أم كلثوم :” لسه فاكر !! كان زمان !! كان زمان “.
ولهذا اقترح على المتصارعين ومفتعلي الحروب والأزمات والباحثين عن المصالح في هذا البلد أن يعقلوا ويخلوا البلد يلتفت إلى بناء اقتصاده وتنمية موارد دخله لأن الذي ما ينفع نفسه ما ينفعه الناس ولأن تمزق البلد وفقره وانهياره الاقتصادي سيكون ذنبا في اعناقهم إلى يوم الدين.
إذا كانت فوارق تعديل اتفاقية الغاز فقط تصل إلى مليار دولار فكم يمكن أن ندر على الخزينة العامة لو انعشنا القطاع السمكي ولو قمنا بعملية توعية للقبائل ليعملوا مع الحكومة على وقف الظواهر السلبية التي اعدمت السياحة ورقدت الاقتصاد وتسببت بمليارات الدولارات خسائر استهداف الكهرباء وانابيب النفط.
نعلم جيدا أن المعادلة صعبة جدا وان الاوراق اختلطت وقاعة الشطرنج تعقدت اكثر من أي وقت مضى وان كل طرف في اليمن يحدد اهدافه وفق ما يهمه فقط وما يخدم مصالحه ولا يهتم بشيء اسمه المصلحة العليا للبلد ولايبالون بتأزيم الأمور وتفجير الحروب الصغيرة وتعقيد المسائل وارباك الوضع اليمني وتعكير الماء والاجواء لا للشيء إلا للصيد فيهما.
قصر الكلام نقول لجميع الاطراف في اليمن اعقلوا والتفتوا لبناء الاقتصاد ولا تركنوا على المانحين فكم يا وعود بذلوها للصومال ولافغانستان ولغزة ولغيرها ولم يفوا بها كان غيركم اشطر.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
