الواقع المنفعل

جمال حسن


 - ضبابية اليمني تقوم اساسا على بعده الانفعالي. العاطفة تعمل أكثر من العقل. لا يعني ذلك ان اليمني رجل عاطفي أو رومانتيكي بل على العكس هناك تشوش في عاطفته وتقلب مزاجي. في الثقافة الشعبية تحرم الأم على الأبن تدليل الزوجة. الزوج التقليدي يمتهن قول الحب لزوجته. "حبيبتي" لفظ يسقط رجولة الزوج كما يعتقد الحس المترهب. الأكثر دقة هو أن الأعصاب تعمل لدينا اكثر من التفكير. نحن كائنات يعمل جهازنا العصبي اكثر من أي جهاز حيوي.
ضبابية اليمني تقوم اساسا على بعده الانفعالي. العاطفة تعمل أكثر من العقل. لا يعني ذلك ان اليمني رجل عاطفي أو رومانتيكي بل على العكس هناك تشوش في عاطفته وتقلب مزاجي. في الثقافة الشعبية تحرم الأم على الأبن تدليل الزوجة. الزوج التقليدي يمتهن قول الحب لزوجته. “حبيبتي” لفظ يسقط رجولة الزوج كما يعتقد الحس المترهب. الأكثر دقة هو أن الأعصاب تعمل لدينا اكثر من التفكير. نحن كائنات يعمل جهازنا العصبي اكثر من أي جهاز حيوي.
فيما يحدث في مصر تحولنا بكليتنا نعيش المشاكل المصرية حد اننا نسينا طبيعة مشاكلنا. البعض راهن على أن ما يحدث في مصر سينعكس علينا بطريقة أو بأخرى. هل هو سقوط الاسلام السياسي في المنطقة برمتها. في الواقع كل ما نراهن عليه ليس بالضرورة حدث يمكن تحققه. في اليمن الوضع مختلف. الاسلاميون في مصر عاشوا خارج جدار السلطة اما هنا فالوضع حتى بعد الثورة لم يتغير جزء من النظام هو الذي سيطر على الوضع. لكن الحرب انتقلت من مصر إلى اليمن والتراشقات ملأت الحيز السياسي.
في موسيقانا الشعبية بعدا حسيا وايقاعيا يعكس الجانب الارتجالي والمتسرع في اطلاق الاحكام. لا توجد في الثقافة الشعبية تراجيديا عميقة. تعاطفنا لا يقوم على مبادئ بل على ارتهان جمعي. ارتهان جمعي يجعل الاعراف تسود الواقع. والجمعي لا يؤسس لتوافق بل جمعية مؤسسة للنزاعات والتشرذم. لان حيز اليمني مازال قبل الوطني وكل انتماء له مازال يعيش في جعبة الفضاء الضيق لتواجده اليومي. مصلحة مؤسسة على حيز تعاملات محدودة في المكان والزمان. فاليمني يعيش اقرب لعامل اليومية. وهذا الأمر قد يبدو لأمريكي تحدث بصورة اعتباطية عن اليمني باعتباره لا يفكر بالمستقبل عدا مشائخه لأنها تعمل للمال قيمة. الامريكي يختزل اليمن في هوسه العجيب بالمال. الامريكي يعاني من الاستدانة المتاحة لملاحقة هوسه الاستهلاكي بينما تربح الشركات الكبيرة أي النخب. لم يكن لدي وقت لإفهامه بطريقة تعامل الشعوب بحسب مفاهيمها الخاصة وثقافاتها.
فاليمني يفكر في نطاق المقيل اليومي الذي يعيش فيه. أو يتعرض لاستلاب هذا الفضاء المغلق والمحدود ليكون منه مشاعر جمعية ومسلمات تفرض نفسها على تأسيس كانتونات صغيرة للتفكير. هل انا افكر اذن بوحدة صامتة كما يطالب نيتشة داعيا تحت مسماه الزرادشتي للوحدة أي الانعزالية ونبذ الشعب. لا بالتأكيد انا ككل يمني اقع يوميا تحت هذا الحس العصبي لإنتاج ما ندعيه أفكار. هل يعني ان اليمني لا يفكر. بالتأكيد لست مخولا ربما ايضا اقع في هذا المجال المذعور على طبيعة الايقاع الذي انسقنا به في يمن مهدد بالتفجر والاضطراب.

قد يعجبك ايضا