سلوكيات الأبناء غير السوية.. هل غدت صداعا مزمنا¿
تحقيق / إشـــراق دلال

أسر أعلنت فشلها.. وأخرى ترى أن إصلاح ما أفسده الدهر ممكن
تحقيق / إشـــراق دلال
تصاب بالدهشة والذهول حينما تصل لمسامعك ألفاظ سيئة أو تصرفات غريبة لما نشأت عليه والأصعب من ذلك حينما تصدر من طفل صغير أم محمد تشتكي من أن ابنها ” محمد – 8 سنوات ” يتلفظ بألفاظ بذيئة ولا يفرق بذلك بين من هم اكبر منه سنا أو يوازونه في العمر مضيفة بأنها تصاب بالصدمة حينما يوجه ابنها تلك الألفاظ إليها شخصيا.. وتقول: ” رغم توجيهي وإنذاري له الذي وصل لدرجة الضرب لم أنجح في أن أوقف ما يصدر من ابني ولا أعرف من أين جاء بهذه الكلمات والألفاظ ” ولا تخفي أم محمد قلقها من السلوك الذي طرأ على ابنها كون إخوانه الذين يصغرونه سنا سيحذون حذوه ويقلدونه.
كما يلجأ صالح الصبري لضرب ابنه سامي – 7 سنوات لأنه وكما يقول بأن سامي يضعه في مواقف محرجة مع الجيران والأهل بسبب ما يقوم به من سلوكيات خارجه عن ما تربى ونشأ عليه كما يحاول أن يمنعه من الاختلاط برفقاء قد يكونون سببا فيما وصل إليه ابنه من مستوى هابط للأخلاق.
السلوكيات الإيجابية
تتحدث منى سالم مربية بمدارس الأمل الأهلية قائلة ” هناك سلوكيات أسوأ من الألفاظ أو العنف فهناك سلوكيات تعتمد على التقليد الأعمى لأبنائنا لما يشاهده أو يختلط به من المحيط فالسلوك سواء كان ملائما أو غير ملائم يتم اكتسابه بالتعلم من خلال تفاعل الأطفال مع البيئة والناس فيها ونتيجة لهذا يتبنى الأطفال السلوك الذي يبدو لهم أنه منطقي ويوافق أهواءهم.
وتضيف: هناك العديد من السلوكيات الإيجابية تتوقف لدى الأطفال لأنها لم تعزز ولم يلقوا تشجيعا أو أثناء تلك التصرفات أو السلوكيات.. وهذا خطأ يتعرض له الآباء والأمهات وكذلك المدرسة حين لا تحفز السلوكيات الإيجابية للأطفال أيضا يعتبر غياب الأخصائي الاجتماعي في المدارس سبب من أسباب انتشار ظاهرة السلوكيات غير السوية.. ويجب على الجهات المعنية سواء كانت أسرة أو مدرسة أو مجتمعا التنبه لهذه الأمور لأن أبناءنا هم الركيزة الأساسية لبناء مجتمع سليم.
يوافقها الرأي التربوي علي محمد السريحي قائلا: تكتسب السلوكيات من خلال البيئة بدرجة أساسية فبالإمكان أن نعدل سلوكيات الطلاب وما يقومون به من سلوكيات سيئة من خلال اختيار قرناء صالحين.. أيضا الآباء لهم دور كبير في تغيير سلوكيات أبنائهم من خلال المعاملة معهم من خلال انفتاحهم وعدم انزوائهم وانطوائهم عن أبنائهم وتركهم في الشوارع وعدم متابعتهم.. هذا جانب من الجوانب التي بالإمكان أن يغير نوعا من سلوكيات الطالب والأبناء .
من جانبه أكد صالح محمد الشنفي موجه تربوي بمحافظة ذمار أن المسؤولية مشتركه بين الأسرة والمدرسة والإعلام الرسمي والخاص فنحن بحاجة في هذا الموضوع إلى التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة التوعية عبر المدرسة التوعية عبر القدوة من الأهل أو من المدرسين أيضا توعية الأسر فلا تزال كثير من أسر المجتمع اليمني بحاجة لتوعية كيف تتعامل مع أبنائها حتى يؤصلوا هذا المبدأ في نفوسهم.. والحقيقة الطلاب بحاجة إلى رعاية متكاملة في هذا الجانب.
منوها بأهمية الأنشطة التربوية بقوله: “من جانب تربوي لا بد من إقامة أنشطة على مستوى الحارات والمناطق دورات تحقق وتخدم هذا الغرض أيضا على الأسرة أن تتابع هذا الجانب وتراقب سلوكيات أفرادها وتبدأ العلاج من حيث ما توصلت إليه كل على قدر الوضع الذي يعيشه لأن كل طفل أو طالب مختلف عن الآخر وتختلف نسبة الانحراف فبعضه انحراف متعمق وبعضه انحراف لمسايرة بعض الأصدقاء ومسايرة بعض القنوات فإذا كانت الأسرة مهتمة تضع برنامجا توعويا ورقابيا في هذا الجانب بالمتابعة وتنظيم الوقت ولا بد من إشراك الأبناء في بعض الدورات أو المراكز التي تخدم هذا الهدف.
ويضيف: ” شهر رمضان هو مدرسة تربوية شاملة نستطيع أن نستغله بأن نجعل أبناءنا يحافظون على الصلوات في المساجد وعلى حلقات التحفيظ التي تقام في المساجد.. لأن الشهر الكريم هو شهر للتربية للكبير والصغير فلو حظر الأبناء هذه الدروس وهذه الأنشطة والخواطر والفعاليات التي تقام في المساجد لكفاهم هذا وعدل من سلوكياتهم.
حب الاستكشاف
علم النفس له رأي آخر حيث ذكر الدكتور عائض طلحة – استشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل: بأنه وبشكل عام في كل المجتمعات وكل الأزمان يوجد تنوع كبير في السلوكيات بين كل أفراد المجتمع ومن ذلك الأطفال أو الجيل الصغير.. تحكم هذا التنوع أشياء كثيرة منه الثقافة العامة والجو العام ومنها التعرض للثقافات الأخرى.. الآن في جيلنا نقول أن مجتمعنا مجتمع مفتوح على كل الثقافات.. بالنسبة للأطفال والمراهقين بشكل خاص دائما ما يحب أن يجرب الجديد حب الاستطلاع حب الاستكشاف ودائما يحب تقليد المجتمعات التي يشعر بأنها