الرجل الذي لم يختلف عليه أحد !

عبدالرحمن بجاش


 -  لا تستغرب إذا ما أطليت على قاعة الخيمة ورأيت أمامها السيارات من كل الأشكال والألوان , وقد ازدحم الناس على بوابتها كل يستعجل أن يدخل أولا , فالجميع من كل حدب وصوب أتوا من أجل رجل واحد .
عبدالرحمن بجاش –

لا تستغرب إذا ما أطليت على قاعة الخيمة ورأيت أمامها السيارات من كل الأشكال والألوان , وقد ازدحم الناس على بوابتها كل يستعجل أن يدخل أولا , فالجميع من كل حدب وصوب أتوا من أجل رجل واحد .
لا تستغرب إذا كنت في مقيل وكان حديث الناس عن رجال محترمين لم يزل بعضهم حي يرزق متوار في بيته احتراما , وآخرين ودعوا الدنيا بعد أن تركوا ذكرى أطيب من رائحة المسك , وكان رجلنا بينهم حين يأتي ذكره تجد الجميع حتى الذين في قلوبهم مرض يتذكرونه بالخير لأنهم لا يجدون في سجله إلا كل ما يشرف ويلقم أكبر الأفواه الجائعة حجرا!.
وأنظر فعبد الرحمن وابراهيم وأحمد وعلي وعبد الله ومجاهد وكل الرؤوس اختلفت وتباينت وصفت بعضها لكن عبد العزيز عبد الغني كان قاسما مشتركا بينهم , قاسما مشتركا بين الشمال والجنوب بين أصحاب مطلع ومنزل , يلف حول خصره الجنبية ويلبس افخر الفوط !! , وفي الشارع يردد من يردد تلك النكات من أفواههم , لكنه حين يجد الجد يكون الرجل محل حيره بصمته الوقور , بملامح وجهه التي تشي برجل من نوع آخر ظل طوال حياته أحد عناوين اليمن البارزة إن لم يكن أهمها لم يختلف عليه وحوله أحد !! , وحين تقرأ لهذا وذاك لا بد أن يتقاطع ذكر البلاد مع اسم الرجل الذي خبر كل العهود وبدا أنه رجل كل عهد على حده فتكتشف انه ظل رجل البلاد عن قناعة بأن الوطن يستحق أن يظل مكرسا حياته له , لإدراكه أن التخلف لا يحتمل الخلاف المزمن فيم الزمن ينهب الطريق نحو المستقبل فإما أن تقرأ الشارع قراءة واقعية وتتعامل معه بذكاء وحسبة دقيقة, أو أن تدخل في معمعة العلاقات المتخلفة وتصير رأسا من الرؤوس التي جرت البلاد والعباد إلى الخلف فيم ظلت عربته هو تسير إلى الأمام , خيطها في يده قدوة ونزاهة جعلته يحير حتى أقرب من كانوا كل لحظة يقرؤونه من اتجاه فإذا بالرجل كتاب واحد لم يختلف وبوصلته تتجه نحو الأفق بالتفاصيل الضرورية حين تخطط لتنمية بلد , لقد أصم أذنيه لدعوات الاصطفاف الغبي القائمة على حسابات لا تكاد تعدي حافة الجيوب والطمع لكن حساباته ظلت حسابات منطقية يشهد لها صبت دائما في جيب المصلحة العامة.
عبد العزيز عبد الغني يظل في نفوس الناس يسارهم ويمينهم وسطهم وطرفهم مشائخهم ورعيتهم طيبهم وبطالهم قاسما مشتركا أعظم ….. رحمه الله .

قد يعجبك ايضا