30 قصة من حياة الصالحات المعاصرات الحلقة الرابعة

■ عبد السلام العييري

■ عبد السلام العييري –

مواقف مؤثرة من حياة الصالحات
القصة السابعة عشر :
حدثني أحد إخوانها بخبرها لقد ماتت رحمة الله عليها قبل مدة ليست بالطويلة فهي مدúرسة في الأخلاق العالية يحبها الصغير والكبير كما قال عنها أهلها وزوجها في المناسبات يجتمع عليها الصغار والكبار تتصل على القريب والبعيد وتسأل عن الأحوال ولا تترك الهدايا للأقارب هي امرأة زاهدة ثيابها قليلة ورثة أصيبت هذه المرأة بمرض السرطان نسأل الله عز وجل أن يجعلها في الفردوس الأعلى مöن صبرها وثباتها بقيت سنة ونصف لم تخبر أحدا إلا زوجها وأخذت عليه العهد والميثاق والأيمان المغلظة ألا يخبر أحدا ومöن صبرها وثباتها ــ رحمة الله عليها ــ أنها لا تظهر لأحد شيئا من التعب والمرض فلم يعلم بها حتى أولادها وابنتها الكبيرة التي تخرج معها إذا خرجتú إذا جاءها أحد محارمها أو أحد إخوانها أو ضيوفها مöن النساء فإنها تستعد وتلبس الملابس وتظهر بأنها طبيعية …
وكان أحد إخوانها أحس بأنها مريضة وفيها شيء فقد انتفخ بطنها وظهرت عليها علامات المرض ولما ألحوا عليها إلحاحا عظيما أخبرتهم بشرط أن لا تذهب إلى المستشفى تريد الاكتفاء بالقرآن والعسل وماء زمزم ولما ألحوا عليها وأخبروها بأن هذا الأمر والعلاج والدواء لا ينافي التوكل وافقتú وشرطتú أن تذهب إلى مكة المكرمة للعمرة قبل أن تذهب للمستشفى ثم ذهبت في الصيف الماضي مع أهلها وبقيتú قرابة الأسبوعين ولما رجعتú من العمرة وذهبت إلى الطبيب شرطتú ألا يدخل عليها أحد سöوى الطبيب وزوجها وكانت متحجبة ومغطية لوجهها ولابöسة القفازينú ولم تكشف إلا موضع الألم المحدد في جزء من البطن حتى لا يرى شيئا آخر منها فرأى هذا الطبيب وتعجب واستغرب من وضعها ومن صبرها فرأى أن الماء السام بسبب الورم في بطنها وصل إلى ثلاثة عشر لöترا وكان من بغضها للمستشفى تقول لأحد إخوانها وفقه الله وهو الذي اهتم بها ويراعيها في آخر وقتها تقول له : إنöي أبغض الشارع الذي فيه المستشفى …
لأنها لا تريد الذهاب إلى الرجال ولا الخروج من البيت تحسنتú أحوالها في رمضان الماضي ثم عرض عليها أخوها الحج فلم توافق وحصل لها شيء من التردد لأنها إذا قامت يحصل لها تعب أو إعياء أو دوار ولا تستطيع أن تنهض واقöفة واستبعدت الحج ولما أصر عليها وافقت حج بها أخوها فيقول : قد حججت كثيرا مع الشباب وجربت عدة رحلات وسفرات مع الشباب لكن يقول : والله ما رأيت أسهل من هذه الحجة مع هذه المرأة المريضة والنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول : « إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم « يقول هذا الأخ : وقد يسر الله عز وجل لنا أشخاصا لخدمتنا بدون سبب سواء في الرمöي أو في الممرات أو في النزول من درج الجمرات ويقول أخوها : كان بعض عمال النظافة حول الجمرات قد وضعوا حöبالا لتنظيف ما حول الجمرات يقول لما قدöمúنا لرمي الجمرة لم نستطع أن نقúرب فنادانا أحد العساكöرú فقال : أدúخلوا من تحت هذا الحبل بدون أي سبب وحصل لهم هذا الأمر في الدور الثاني في اليوم الثاني …
ولما أرادوا النزول ناداهم أحد العساكöر بدون أي سبب ولا يظهر على المرأة أي علامة من علامات التعب أو المرض يقول أخوها وكل المناسك قد يسöرتú لنا وكانت هذه المرأة تهتم بالدعوة فقلما تذهب إلى مجلس إلا وتذكر بالله عز وجل أو تدعوا إلى الله تعالى أو تعلöم أو تخúرöج كتابا من شنطتها وتقرأ أو تأمر إحدى النساء بالقراءة وهي التي تشرح قد كفöلتú يتيما على حسابها ولا تذهب إلى قصور الأفراح وهي قليلة الاختلاط بالنساء إنú اجتمعت مع النساء لا تحضر إلا للعلم أو الدعوة إلى الله عز وجل وليس عندها ذهب فقد باعته كله قبل مرضها كانت تركöز على البرامج الدعوية وما زال الكلام لأخيها وهي تركöز على الخادمات بالأخصú وتعلöمهن وتعطيهن بعض السور للحفظ كانت منذ فترة طويلة تتواصل مع أخيها على قيام الليل فالذي يقوم الأول هو الذي يتصل على الآخر قبل الفجر بنصف ساعة ثم بدأت أمهمú حفظها الله وصبرها وثبتها معهم مع هذه المرأة المريضة وأخيها البارú …
ثم بدأت هذه المرأة تتواصى مع نساء الجيران وفي شöدةö مرضها في سكراتö الموت لما كانت في المستشفى قبل وفاتها وفي أثناءö المرض ما تذمرتú ولا تأففتú ولا جزöعتú بل كانت صابرة محúتسöبةú يقول أخوها : أشد

قد يعجبك ايضا