التضامن أساس الجوار

عارف الدوش


 - من عظمة حق الجار ذكر في القرآن الكريم وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالجار حتى ظن النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار" مازال جبريل يوصيني
عارف الدوش –

من عظمة حق الجار ذكر في القرآن الكريم وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالجار حتى ظن النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار” مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورöثه” وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار “قال تعالى “واعúبدوا الله ولا تشúرöكوا بöهö شيúئا وبöالúوالöديúنö إöحúسانا وبöذöي الúقرúبى والúيتامى والúمساكöينö والúجارö ذöي الúقرúبى والúجارö الúجنبö والصاحöبö بöالúجنúبö” “النساء:36”.
والجار قبل الدار.. مقولة شائعة بين الناس وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار والجار الصالح من السعادة والتضامن له أشكال عديدة منه على أساس القرابة منه تضامن جغرافي على أساس الجوار فإذا كانت العلاقة الأسرية تقتضي التضامن فعلاقة الجوار أيضا تقتضي التضامن فأهل الحي جيرانك الأقربون وقد ورد في رعاية الجار نصوص أحاديث كثيرة جاءت في الأثر مدونة والجار ليس هو الذي يلاصق بيتك فحسب كما يظن بعض الناس وروي في الآثار أن أربعين دارا جار وفي آثر آخر أن ستين دارا جار وفسر بعضهم أن هذه الأربعين وتلك الستين من كل جهة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ويفهم من هذا أن سكان الحي هم جيران.
ولو أن كل أهل حي تفقدوا جيرانهم مريضهم وفقيرهم ومسكينهم لكنا في حال غير هذا الحال الذي نحن فيه والإسلام يريد أن يجعل كل حي متكافلا متضامنا متعاونا على السراء والضراء بحيث يحمل أهل هذا الحي ضعيفهم ويطعمون جائعهم ويكسون عاريهم وإلا برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله ولم يستحقوا الانتماء إلى مجموع المؤمنين وفي آداب الإسلام أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم جعل للجار حقا ولو كان غير مسلم أي جار له حق عليك.
يروى أن أبا حنيفة النعمان كان له جار مغن وقد أقلق راحته لسنوات وسنوات وكانت أغنيته المشهورة أضاعوني وأي فتى أضاعوا.. فمرة لم يسمع صوته فعلم أنه في مشكلة سأل عنه فإذا هو في السجن ذهب إلى مدير السجن وتوسط له في طريق العودة إلى البيت قال له يا فتى: هل أضعناك ¿ تقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا.
والمحسن العفو المسامح الذي يتفقد جيرانه الذي يرعى شؤونهم الذي يعطف على أولادهم الذي يحسن إليهم هذا هو الأقرب عند الله عز وجل وهذا هو الأفضل عند الله عز وجل.
وهنا حديث خطير جدا يعظم حق الجار رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنس ابن مالك:”عنú أنسö بúنö مالöك قال قال رسول اللهö صلى الله عليúهö وسلم: لا يسúتقöيم إöيمان عبúد حتى يسúتقöيم قلúبه ولا يسúتقöيم قلúبه حتى يسúتقöيم لöسانه ولا يدúخل رجل الúجنة لا يأúمن جاره بوائöقه ” انفرد به أحمد. فجارك يجب أن يرتاح إليك أن يطمئن إليك أن لا يخاف منك أن يرتاح في غيبته إلى حسن جوارك.
لأسباب بسيطة يتخاصم الجيران أفرادا ودول يشتكي الجار على جاره ويهلكه ويحبط عمله فيكف يرضى الله عنا¿ كيف يرضى الله عنا إن لم نتحابب ¿ إن لم نتعاون ¿ إن لم يعن بعضنا بعضا فإذا أردت أن تعيش في بحبوحة وفي رفعة شأن بين الناس وأن تعمر مديدا وأن تلهم العمل الصالح الغزير فأحسن إلى جارك وحسöن خلقك وصل رحمك.
إن من أخطر العبادات هي عبادة الله في حسن الجوار فهي عبادة تعاملية كما أن الإنسان يصلي ويصوم ويحج البيت فهو أيضا عندما يحسن إلى جاره يؤدي عبادة لله ويكون مسلما ومؤمنا ” لا يدúخل الúجنة منú لا يأúمن جاره بوائöقه ” أخرجه مسلم وأحمد هذا كلام سيد الآنام حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينبغي أن نأخذه بأنه توجيه محمدي ومنهج رباني ومما ورد في الأثر: الجار قبل الدا الرفيق قبل الطريق والزاد قبل الرحيل الجار الصالح من سعادة المرء في الدنيا.

قد يعجبك ايضا