الشباب‮.. ‬المغيب قسرا‮!!‬



عبدالملك السلال
التقيت‮ ‬جمعا من الشباب‮ ‬كانوا‮ ‬يخوضون نقاشا حادا عن الأزمة‮ ‬التي‮ ‬مرت وتمر بها‮ ‬بلادنا‮ ‬واسترعى انتباهي‮ ‬إجماعهم‮ ‬في‮ ‬هذا الخضم‮ ‬كيفية استخدامهم كأدوات سياسية بيد‮ ‬غيرهم من الأحزاب‮ ‬واستثمارهم‮ ‬والمتاجرة بقضيتهم في‮ ‬وسائل إعلام‮ ‬محلية وعربية تعودت على الزيف‮ ‬وخداع الرأي‮ ‬العام‮ .‬
ومن هنا بات الشباب اليمني‮ ‬ألعوبة وضحية‮ ‬لألاعيب‮ ‬بعض الأحزاب‮ ‬المكشوفة عريضة النطاق وقال أحد الشباب بالفم المليان عندما اقترب مني‮ ‬وعرف بأنني‮ ‬صحفي‮ ‬قال أوصل رسالتي‮ ‬هذه إلى المعنيين‮ : ‬
فأنا كأحد شباب الوطن أرفض رفضا قاطعا أن نكون مجرد وجود لا قيمة‮ ‬‮ ‬وأرقام مسجلة في‮ ‬سجلات الاستقطاب السياسية التي‮ ‬تحيلنا إلى أدوات فاقدة القدرة على تحمل مسؤوليتها واضطلاعها في‮ ‬عملية التغيير سواء كنا في‮ ‬السلطة أو المعارضة أو خارج لعبتيهما الضدية المتصارعة‮. ‬
وتساءل لماذا نلاحظ أننا لسنا كما‮ ‬يجب وبعيدا عن تحقيق إرادتنا وفرض قيم التقدم والبناء الذي‮ ‬نحلم به ونكتب عنه ونتمناه‮ ‬‮ ‬وننشده لهذا الوطن الذي‮ ‬أحالته السياسة السلبية لكليهما إلى مجرد وجود كسيح سارب في‮ ‬قلب‮ ‬المتاهات الطويلة‮.‬
والواقع أن الشباب‮ ‬اليمني‮ ‬اليوم‮ ‬مغيب تماما وإن وجد فهو وجود عديم الفاعلية‮ ‬‮ ‬كرت‮ ‬للاستخدام والمزايدة وباسمهم‮ ( ‬أي‮ ‬الشباب‮ ) ‬تنفق مليارات الريالات في‮ ‬مهرجانات لا تبني‮ ‬عقلا‮ ‬‮ ‬ولا‮ ‬تصيغ‮ ‬تفكيرا حقيقيا بعيدا عن الو لاءات الضيقة سواء كانت سياسية أو‮ ‬غيرها‮.‬
إن طاقة الشعب تستنفد وتجهل وتبنى بناء‮ ‬يتمحور حول تحقيق ذوي‮ ‬المصالح والمطامح الذاتية‮ ‬‮ ‬ولو أن الحكومة‮ ‬ومعها القوى السياسية اهتمت بهذه الشريحة فعليا وليس شكليا لنمت فيهم اهتمامات استراتيجية تصب في‮ ‬عملية تعزيز التنمية والنهوض بالوطن وتغييره نحو الأفضل‮ .‬
إن الرهان الأساسي‮ ‬الذي‮ ‬يقع على عاتق قوى المجتمعات الحية من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني‮ ‬وكتاب ديمقراطيين ومستنيرين وغيرهم التفكير في‮ ‬كيفية العمل على تغيير اهتمامات الشريحة الشابة المغيبة‮ ‬قسرا‮ ‬والمتغيبة اختيارا وجذبها لاعتراك الشأن العام‮ ‬‮ ‬بل لأن تصبح مركزه النابض وقوته الأساس وعصبه الحي‮ ‬‮ ‬بحيث تقبل على النشاطات المجتمعية والندوات السياسية والالتحاق بجمعيات ومنظمات المجتمع المدني‮ ‬والأحزاب السياسية بكثافة‮ ‬‮ ‬وبالتالي‮ ‬بعث‮ ‬روح المشاركة والدافع أي‮ ‬عملية سواء كانت تحديثية أو تنموية أو انتخابية‮ . ‬
والمسألة برمتها‮ ‬تظل مطروحة للنقاش من قبل الاختصاصيين‮ ‬والأقلام المستنيرة والحرة من الكتاب‮. ‬الإجابة عليها وإعادة طرحها مرات ومرات في‮ ‬محاولة ملحة لإيجاد الحلول وفك عقدة اعتكاف وزهد الشباب في‮ ‬المشاركة السياسية واعتراك العمل العام‮ .‬
نحن الأجيال الجديدة ليس لنا عقيدة‮ ‬سياسية مطلقة تلزمنا جانبا‮ ‬يدعي‮ ‬لنفسه قدسية من أي‮ ‬نوع‮ ‬‮ ‬وليس لنا زعامات مقدسة من أي‮ ‬توجه سياسي‮ ‬كان‮ ‬‮ ‬وليس لنا توهم ايدولوجي‮ ‬يحجب عنا التفكير الحر والتمييز بين البعرة والدرة‮ ‬‮ ‬ولا قداسة عندنا لتاريخ أو نسب‮ ‬يدعي‮ ‬الشرف والفرادة‮ ‬‮ &#8236

قد يعجبك ايضا