لا قبلية ولا ارتهان

علي عباس الأشموري

 - دلت تجارب الشعوب أن الصالح العام هو أضمن الوسائل خدمة و أنجحها للكل ومن أجل الكل.. نأخذ على هذا مثالا: إذا كنت تمتلك القدرة على علاج أطفالك من الأمراض فهل هذا يضمن لأطفالك السلامة.. وأطفال الشارع والمدرسة يعانون المرض¿
علي عباس الأشموري –
دلت تجارب الشعوب أن الصالح العام هو أضمن الوسائل خدمة و أنجحها للكل ومن أجل الكل.. نأخذ على هذا مثالا: إذا كنت تمتلك القدرة على علاج أطفالك من الأمراض فهل هذا يضمن لأطفالك السلامة.. وأطفال الشارع والمدرسة يعانون المرض¿ بالتأكيد لا لأن الوباء العام يصيب الخصوص بينما العلاج العام يضمن سلامة الكل.. لأنك إذا قدرت على علاج أطفالك عجزت عن حبسهم من نداتهم وزملاء دراستهم وهكذا المصالح العامة كهرباء وأنابيب نفط والمستشفيات العامة والمساجد والمدارس التي تحولت إلى ثكنات عسكرية والجامعات التي مازالت مغلقة في وجوه الطلاب كل هذه المنشآت والمؤسسات العامة تحققت عبر عقود من الزمن وقامت من أجل إنشائها ثورة سقط فيها كثير من الشهداء الأبرار وتحملت الدولة الملايين من مساعدات وقروض ما زلنا نتحمل تبعاتها إلى الآن. وبالنظر إلى هذه المنشآت الخدمية نجد أنها لا تحمل عداء ضد أحد ولا ترفع السلاح في وجه أحد… فالمدرسة تدرس أبناءنا جميعا وكذلك المستشفى كما أن أبراج الكهرباء تم تركيبها لحمل كابلات تنقل التيار الكهربائي للمدرسة والمستشفى والطريق ولمنازلنا جميعا بدون استثناء وانتقائية.. وكذا الجامعات والطرقات لنستفيد منها جميعا فكلها منشآت خدمية وبنية تحتية يحتاج إليها صغيرنا وكبيرنا …. وإن تحطيمها تحطيما لآمال وتطلعات الأجيال القادمة التي تطمح أن تضيف إلى هذه المنجزات وتطورها بما يلبي متطلبات المستقبل لا أن تتقهقر وتبدأ من الصفر.. كما أن الاعتداء عليها يعد جريمة حرابة على الشعب اليمني بأكمله كونها مقدرات ومنجزات سنين وأجيال وليست هدفا عسكريا أو حزبيا مواليا لأحد أو موجها ضد أحد إنما هي منشآت مسالمة تخدم الجميع وملك للجميع ولهؤلاء نقول إن الشعب اليمني بصفة عامة الذي على هذه الأرض ليس شلة فلان ولا قبيلة فلان ولا قرية فلان وإنما هو كل الناس على هذه الأرض من الخباز إلى المدير ومن الحطاب إلى الشيخ ومن الداعي إلى الوزير ومن الكناس إلى الوكيل ومن الجندي إلى القائد الأعلى. نتفق على أننا نعيش في هذا الوطن كقافلة “أسرة” واحدة نحبه جميعا كرامته من كرامتنا وصالحه العام شأن يهمنا جميعا فالوطن هو والد الجميع ينتمي إلى تربته كل اليمنيين..
كما أن الجندي هو الابن البار والحارس الأمني والمضحي لهذا الوطن بروحه ودمه يتعرض اليوم إلى هجمات إرهابية وإجرامية من تنظيم القاعدة تستهدف الوطن بأكمله باعتبار أن القوات المسلحة هي صمام أمان الوطن .لاشك أن الهجمات التي تستهدف حياة هؤلاء الأبطال في كل من أبين والحرور والمكلا وغيرها لا تقل خطرا عن تلك الحملة الإعلامية الحزبية المبرمجة الموجهة ضد هؤلاء المرابطين المدافعين في أرحب إذ أن الأولى تستهدف حياتهم وسلاحهم وتستهدف الثانية شخصياتهم وولاءهم ومعنوياتهم وتقلل من تضحياتهم الجسيمة ومواقفهم الوطنية العظيمة.
وإن زرع الكراهية والعداوة والشك بين أفراد المجتمع وأبناء القوات المسلحة يعد سلوكا حزبيا قاصرا عن مفهوم الولاء الوطني والانتماء الوطني المقدس باعتبار الوطن أسمى وأعم وأشمل من كل الأحزاب وهو فوق الولاءات الحزبية الضيقة لذا أن الولاء الوطني والجيش الوطني ” شرف الإنتماء للقوات المسلحة” هما وجهان لعملة واحدة فالولاء الوطني هو حب للوطن وسلوك شخصي قائم على الوفاء والإخلاص والأمانة وعلى أن مصلحة الوطن فوق كل شيء. وتعد الجندية شرف وواجب وطني عظيم نابع من حب الجندي لوطنه والتزامه وفقا للقسم العسكري بالتضحية بالروح والدم من أجل أمن وسيادة الوطن مسالما من يسالمه معاديا كل من يعاديه وحب الوطن من الإيمان وأمن المواطن عقيدة الجندي التي لا يساورها شك ولا يؤثر عليها إعلام.
وإذا كانت التعددية السياسية من الثوابت الوطنية التي اختارها شعبنا وذلك بإطلاق حرية إنشاء الأحزاب وحرية لانتماء إليها لتتنافس برامجيا وسياسيا وبطرق ديمقراطية لتتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع فكيف للديمقراطية حرية الرأي أن تتحقق بدون جيش يحمي الوطن أرضا وإنسانا.
وإذا كنا نختلف كأحزاب سياسية أو شخصيات وطنية على جوانب سياسية معينة أو لرؤى متباينة فإن الاختلاف لا يفسد للود قضية باعتبار أننا نختلف في رؤية وطنية تخدم الوطن لا تهدمه.. ولتكن وحدة الوطن وأمنه ومصالحه ثوابت وطنية وخطوط حمراء لا ينبغي المساس بها مهما اختلفنا وليكن الوطن بيت الجميع والجيش حزب الأحزاب.
تعاطفت كثيرا مع دموع دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة في مجلس النواب واختلط التعاطف

قد يعجبك ايضا