إحتفاء بيوم المعلم
أ.دعبدالرزاق يحيى الأشول
أ.د/عبدالرزاق يحيى الأشول –
يأتي الاحتفال بيوم المعلم لهذا العام بعد عام كامل شهدت فيه بلادنا أحداثا القت بظلالها على العملية التعليمية والتربوية بكافة مستوياتها وتسببت في حرمان البعض من أبنائنا الطلاب والطالبات من الخدمة التعليمية.
ولمعالجة آثار تلك التداعيات حرصت حكومة الوفاق الوطني في برنامجها العام على إعطاء أولوية لإيصال الخدمة التعليمية إلى المناطق المتضررة من الأحداث بما يكفل لجميع الأطفال الالتحاق بالتعليم إلى جانب الاهتمام الكبير بتحسين وتجويد التعليم باعتباره المدخل الحقيقي لنهضة اليمن ورقيه.
من هنا تكمن أهمية الوعي بمدخلات العملية التعليمية والتربوية وعلى رأسها المعلم الذي يمثل حجر الأساس للعملية التعليمية والتربوية والذي يجري تكريمه اليوم من خلال احتفال مركزي يكرم فيه 750 معلما ومعلمة من مختلف محافظات الجمهورية إلى جانب الاحتفالات التي اقيمت على مستوى المدرسة والمديرية والمحافظة وهو ما يعكس اهتمام المؤسسات التربوية بالمعلم الذي يحمل على عاتقه مسئولية غرس القيم والأفكار البناءة والقيم الايجابية والسلوكيات السليمة في نفوس وعقول أبنائنا الطلاب والطالبات.
وكترجمة صادقة لهذا الاهتمام تسعى الوزارة من خلال خطتها إلى توفير المناخات الملائمة لاستقرار المعلمين والمعلمات بما يحفزهم على استشعار مسؤولياتهم والقيام بمهامهم وواجباتهم وبما يكفل تذليل كل الصعاب وتجاوز كافة التحديات لتحقيق الأفضل والارتقاء الأمثل بالمهنة إلى جانب السعي لاستخدام معيار الثواب والعقاب كمبدأ في إدارة العملية التعليمية والتربوية على كافة مستوياتها.
وبمناسبة الاحتفال التكريمي السنوي للمعلمين لهذا العام انتهز هذه الفرصة لأوجه حديثي إلى الأسرة التربوية من معلمين وإداريين وإدارات تربوية وتعليمية والإدارات المدرسية أو الوظائف المساعدة بأننا نثمن ونقدر الجهود التي يقومون بها في العمل التربوي ونطالبهم باستمرار هذه الجهود الدؤوبة ومواصلتها وأدعوهم إلى أن تكون هذه المرحلة مرحلة وفاق وشراكة وتعاون نعمل جميعا بكل فئاتنا وتياراتنا كفريق واحد.
ولعل من أولوياتنا خلال المرحلة القادمة العمل على إعادة هيكلة النظام التربوي والتعليمي ونسعى من خلال هذه الهيكلة إلى أن نعطي دورا كبيرا للجودة ومعايير الجودة أو ما يتعلق بالإدارة التعليمية والإدارة المدرسية وأيضا في ما يتعلق بجميع المدخلات والعمليات الخاصة بالنظام التعليمي.
ولم نغفل أيضا المطالبة بحقوق المعلم لأننا نؤمن أن المعلم الذي تتوفر له الحقوق العادلة هو الأقدر على الأداء والأقدر على الفعالية والأقدر على القيام بمهامه ولهذا سيكون من أولوياتنا تبني مطالب وحقوق المعلمين لأننا ندرك أنها مطالب مشروعة وستكون أيدينا مع أيدي جميع النقابات التي تمثلهم لنسعى أمام جميع الجهات ذات العلاقة لتوفير وتحقيق هذه المطالب.
وما يهمنا جميعا خلال المرحلة القادمة أن نستشعر المسؤولية وأن نعمل كفريق واحد نعكس قيم حكومة الوفاق في إطار المؤسسات التربوية وبالتالي يكون هدفنا هو استقرار العملية التعليمية في هذه المدارس ونقول للجميع أن التغيير والتدوير قادمان وسيتم تطبيقهما وفق المعايير في إطار المؤسسات التربوية ووفق قيم ومنطق تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة وهو ما سيسهم بشكل كبير في الانتقال بالعملية التعليمية والتربوية إلى المستويات المطلوبة.
كما ادعو جميع التربويين إلى تمثل واحترام قيم المهنة وقيم المواطنة وتوفير مناخات الاستقرار للعملية التعليمية والتربوية ليتمكن الطالب من تلقي المعارف والمهارات في بيئة تعليمية سليمة خاصة ونحن مقبلون الآن على الاختبارات النهائية التي لم تعد تفصلنا عنها سوى عدة أسابيع.
وفي ما يتعلق بتكريم المتميزين في الحقل التربوي فإننا نؤمن حاليا بإعادة النظر في الآليات والأدوات الخاصة بهذه المناسبة ونعلن أننا بصدد تشكيل هيئة مستقلة تمثل مجلس أمناء وتتضمن ممثلين عن وزارة التربية والتعليم إلى جانب نخبة من رجال الاعمال وتتولى إدارة الجوائز التي ستكون موزعة على النحو التالي: جائزة المعلم المتميز جائزة المدير المتميز جائزة المدرسة المتميزة جائزة مكتب التربية والتعليم المتميز.
ختاما أوجه دعوة إلى القائمين على العملية التعليمية من مدراء مراكز أو إدارات تعليمية على مستوى المديريات ومكاتب تربوية على مستوى المحافظات أو أن عليها أن تكون قريبة إلى المدرسة والمعلم وتكثر من الزيارات والنزول الميداني وتكثر من الزيارات التقويمية والتوجيهية والتنفيذية والتي من خلالها نقف على