صحيفة الثورة وسط الأمواج المتلاطمة

عبدالله علي النويرة


 - مر عام كامل على آخر مقال كتبته في هذه الصحيفة التي أعتز بأني أكتب في صفحاتها منذ عام 1986م وحتى العام الماضي عندما توقفت عن الكتابة بشكل كامل نتيجة لاختلاط الحابل بالنابل واختلاط الأوراق وتداخل المفاهيم ووجود ضبابية في الطرح وشد وجذب  وفقدان البوصلة التي يهتدي بها الإنسان إلى الاتجاه السليم
عبدالله علي النويرة –

مر عام كامل على آخر مقال كتبته في هذه الصحيفة التي أعتز بأني أكتب في صفحاتها منذ عام 1986م وحتى العام الماضي عندما توقفت عن الكتابة بشكل كامل نتيجة لاختلاط الحابل بالنابل واختلاط الأوراق وتداخل المفاهيم ووجود ضبابية في الطرح وشد وجذب وفقدان البوصلة التي يهتدي بها الإنسان إلى الاتجاه السليم.
أعود للكتابة في هذه القلعة التي هو عنوان ليمن السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وقد شارفت على الانهيار وهي تعاني من مشاكل لها أول وليس لها آخر والكتابة فيها أصبح مطلبا ملحا كعنوان على التضامن معها والوقوف بجانب العاملين المخلصين الذين يعتبرون فدائيين بمعنى الكلمة بسبب الظروف التي يعملون بها سواء الظروف المادية أو الظروف المعنوية.
في اتصال هاتفي مع أستاذ الأجيال عبدالرحمن بجاش الذي ألقيت على عاتقه هو ونائبيه مهمة صعبة بكل معنى الكلمة ذلك أن العمل الآن في الصحيفة أصبح مغرما لا مغنم فيه وقد شكا من الديون الهائلة التي تثقل كاهل الصحيفة وقد أطلق صرخة مدوية في هذا الاتجاه أوضح ما آلت إليه الأحوال في الصحيفة وأن الموظفين لا يجدون ما يسد رمقهم ومع ذلك قللت من هذا الأمر من وجهة نظري منوها بأن الانشقاق الذي حصل في الجسم الإنساني في الصحيفة أشد خطرا وأصعب حالا من الأحوال المادية التي تعاني منها الصحيفة.
إن الوضع الإداري في الصحيفة بحاجة ماسة إلى علاج سريع لما ترسب في النفوس جراء عملية الشد والجذب التي حصلت في الفترة الماضية وبدون تدارك الأمور واجتثاث أسباب الفرقه والتشرذم الحاصل بين زملاء المهنة وبدون تدارك هذا الأمر فإن الأوضاع سوف تبقى خارج السيطرة حتى لو حصل سكون من قبل البعض فإنه سيكون سكونا مؤقتا يظهر إلى السطح في أي هزة جديدة وسيكون له عواقب وخيمة ولن يتمكن مسئولو الصحيفة من انتشالها من المستنقع الذي سقطت فيه مهما اجتهدوا.
إننا ندعو أستاذنا وقد تقلد هذه المهمة التي ليست بسيطة ندعوه إلى العمل الجاد والمخلص هو ونائبيه الذين لا أشك في أنهم سيكونون يدا واحدة عليهم العمل من أول يوم لكي يلملموا الجراح ويقربوا الأفئدة وهم قادرون على ذلك بالرغم من أن المهمة ليست سهلة ولكنهم الآن يعتبرون مسؤولين عن جميع العاملين بمختلف اتجاهاتهم وعليهم أن يكونوا همزة الوصل بين جميع الاتجاهات التي تتجاذب الصحيفة والوصول إلى نقاط مشتركة تكون محل إجماع الفرقاء إذا صح التعبير وأول خطوات الحلول هو الإقرار بوجود هذه المشكلة وأن لا نتعامى وندس رؤوسنا في التراب منكرين وجود مشاكل بين العاملين بعضهم البعض.
إن المطلوب من زملاء الحرف والعمل أن يطبقوا القول الذي نعرفه جميعا ونردده دون أن نطبقه للأسف وهو أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, فإذا كان هذا القول ممكن التطبيق بين عامة الناس فهو واجب التطبيق بين الزملاء الصحفيين والعاملين في الصحيفة لأنهم يتعاملون مع الكلمة والرأي والرأي الآخر الذي يجب أن يكون قدرة كبيرة على القبول بالآخر واحترامه واحترام خياراته وميوله, أما أن يكون الصحفي هو أول من يحجر على زملائه آراءهم ويعتبر من يخالفه في الرأي والاتجاه عدوا له فهي طامة كبرى وهو الذي يطالب ليل نهار بحرية القول ولكنه لا يطبقها على نفسه.
على الجميع أن يدرك بأن السفينة إذا غرقت فإن الجميع سوف يغرق معها دون النظر إلى من هو المتسبب في غرقها.

قد يعجبك ايضا