تسونامي‮ (‬الربيع الإسلامي‮)!!‬

علي‮ ‬ناجي‮ ‬الرعوي

علي‮ ‬ناجي‮ ‬الرعوي –

> لقد كان للإسلاميين ما أرادوا في‮ ‬تسونامي‮ (‬الربيع العربي‮) ‬الذي‮ ‬اجتاح المنطقة على حين‮ ‬غرة حيث صعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي‮ ‬لحركة‮ (‬الاخوان المسلمين‮) ‬في‮ ‬مصر إلى واجهة الحكم ليسيطر على العدد الأكبر من مقاعد مجلسي‮ ‬النواب والشورى فيما حل حزب النور السلفي‮ ‬ثانيا‮ ‬في‮ ‬انتخابات المجلسين وبنسبة تجاوزت الـ20‭ ‬مخلفا‮ ‬وراءه التيارات القومية واليسارية والعلمانية‮.. ‬ولن‮ ‬يكون الرئيس القادم لأرض الكنانة خارج نطاق ما سيسفر عنه التوافق بين‮ (‬الإخوان‮) ‬و(السلفيين‮).‬
ومثلما لم‮ ‬يخطر على بال أي‮ ‬من المتابعين ان حركة‮ (‬الإخوان المسلمين‮) ‬ستكون المستفيد الأول من الانتفاضة الشبابية المصرية التي‮ ‬أطاحت بنظام مبارك فإن أحدا‮ ‬في‮ ‬تونس أو خارجها لم‮ ‬يتوقع أن تودي‮ ‬حادثة البوعزيزي‮ ‬الذي‮ ‬أحرق نفسه إلى ذلك الاشتعال الكبير الذي‮ ‬اضطر معه بن علي‮ ‬إلى التخلي‮ ‬عن كرسي‮ ‬الحكم ومغادرة البلاد عنوة في‮ ‬جنح الظلام ليترك الجمل بما حمل لحزب النهضة الإسلامي‮ ‬ومؤسسه راشد الغنوشي‮ ‬الذي‮ ‬عاد من منفاه سريعا‮ ‬لتصدر المشهد والترتيب لقواعد‮ (‬اللعبة الديمقراطية‮) ‬في‮ ‬أجواء هادئة سمحت لحزب النهضة بتقاسم مفاصل الحكم بالشراكة مع مكونات أخرى اقتناعا‮ ‬من قيادة هذا الحزب بأهمية تلك الشراكة وتحديدا‮ ‬في‮ ‬المرحلة الانتقالية لطمأنة الآخرين بنواياه وانه الذي‮ ‬لن‮ ‬يلجأ إلى إقصاء خصومه السياسيين‮.‬
وغير بعيد عن تونس فقد أسقط الإسلاميون في‮ ‬ليبيا بالتحالف مع الناتو نظام القذافي‮ ‬بعد معارك خلفت آلاف الضحايا والجرحى من أبناء هذا الشعب وكانت أولى مراحل المسار الذي‮ ‬سلكته التيارات الإسلامية الليبية وفي‮ ‬الصدارة منها جناح‮ (‬الإخوان المسلمين‮) ‬هو التشكيل في‮ ‬كيان سياسي‮ ‬أظهر منذ الوهلة الأولى أن دوافعه الحقيقية هي‮ ‬إقامة حكم مدني‮ ‬إسلامي‮ ‬في‮ ‬ليبيا‮ ‬يستند إلى الديمقراطية والتداول السلمي‮ ‬للسلطة‮.‬
وفي‮ ‬العمق الجغرافي‮ ‬المغاربي‮ ‬أيضا‮ ‬نجد أن الإسلاميين في‮ ‬المملكة المغربية قد استغلوا رياح‮ (‬الربيع العربي‮) ‬من أجل بلوغ‮ ‬أهدافهم السياسية وشق طريقهم نحو السلطة مستفيدين من الإصلاحات التي‮ ‬أعلن عنها العاهل المغربي‮ ‬في‮ ‬خطاب التاسع من مارس‮ ‬2011‮ ‬لتأسيس حزبهم الجديد‮ (‬العدالة والتنمية‮) ‬الذي‮ ‬شكل امتدادا‮ ‬لحركة الشبيبة الإسلامية وحركة التجديد والإصلاح والحركة الشعبية‮.‬
ويتواصل الامتداد الإسلامي‮ ‬إلى بلاد شنقيط حيث اضطرت التيارات الإسلامية الموريتانية إلى حبس أنفاسها في‮ ‬انتظار الانتخابات القادمة ويرى الكثيرون انه إذا ما تحالف حزب‮ (‬تواصل‮) ‬مع التيارات الإسلامية الأخرى كالطرق الصوفية التي‮ ‬تعتمد خطابا‮ ‬دينيا‮ ‬منفتحا‮ ‬فإن سيطرة الإسلاميين على السلطة في‮ ‬هذا البلد تغدو أمرا‮ ‬محسوما‮ ‬لصالحها‮.‬
وفي‮ ‬ظل هذا المناخ الثوري‮ ‬فإن الأوضاع التي‮ ‬شهدها اليمن مؤخرا‮ ‬قد أفضت إلى بروز نجم القوى الإسلامية المنصهرة في‮ ‬حزب التجمع اليمني‮ ‬للإصلاح الذي‮ ‬كان له الدور البارز في‮ ‬تغذية الانتفاضة ضد نظام الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح حيث تمكنت هذه القوى الإسلامية التي‮ ‬يعتنق معظمها فكر حركة‮ (‬الإخوان المسلمين‮) ‬من توظيف قدرات عدد من الأ

قد يعجبك ايضا