قلوبآ تموت وأخرميتة
معاذ القرشي – هشام الحكمي – محمد الرضي
معاذ القرشي – هشام الحكمي – محمد الرضي –
في رثاء زميلنا عبدالمنعم حسن مثنى
< إنها فاجعة وقعت علينا بل صدمة قوية لم نصدق ولم نتوقع مع إيماننا بأن الموت حق على كل البشر ولكن ما يحز في النفس أن يرحل عن عالمنا زميل في عز وريعان شبابه وهو يبحث عن مستحق الإضافي
لكي يسد به حاجاته وحاجات أبنائه وأسرته.
ترى ما الجدوى في العمل لدى مؤسسة كبرى في البلاد وهي لا تستطيع توفير أدنى متطلبات الحياة لموظفيها وضمان حقوقهم في العيش في حياة كريمة.
لقد رحل زميلنا عبدالمنعم حسن مثنى على هذه الدنيا الزائفة بعد أن بقى لأكثر من أسبوع ووهو يتساءل عن مستحق لم يصرف إلا بعد موته.
لم يكن زميلنا بن مثنى أول الزملاء الذين يموتون بذبحة صدرية ضيقا وضيما ولن يكون الأخير في ظل تجاهل المعنيين في مؤسسة الثورة للموظفين واستمرار التهميش والإقصاء.
ولا ندري حتى الآن سبب هذا التجاهل لمعاناة أكثر من 1200 موظف في مؤسسة الثورة.
ولن نستنجد بأحد ولن نشتكي لغير الله جل في علاه ويكفي أن تصل رسالتنا لأصحاب القلوب الميتة.
إنفطر قلب زميلنا طيب الله ثراه/ عبدالمنعم حسن مثنى وهو في أيامة الأخيرة يسأل عن الإضافي الغائب.
ويبدو أن قلوبنا جميعا ستجد نفس المصير جراء الحال التي تمر بها المؤسسة.
رحم الله زميلنا الذي كان آخر عهدنا به واقفا أمام بوابة المؤسسة يسأل عن الإضافي وهذه شهادة لله وراحة للضمير.
وهنا نجد أنفسنا نتساءل إلى متى سنظل هكذا نستجدي حقوقنا ونعاني ونهتان في مقابل أناس يسيرون إلى الأعلى بسرعة الضوء.
كل من يسقط الآن هو من أولئك اللذين يعملون بصمت ولا يشاركون في أعراس المختلفين ومأتمهم.
نحن لا نطلب أكثر مما هو لنا لا نريد أكثر من ذلك.. نريد من أي شخص يأتي لتحمل مسؤولية هذه المؤسسة أن يعيد الاعتبار لأبنائنا.. يعيد الفرح إلى وجوههم ووجوه أطفالهم من خلال قوانين وأنظمة ولوائح وليس
القفز على كل ذلك.
نريد خلق علاقة بل ثقافة جديدة بين الموظف والإدارة المسؤولة عليه.. ثقافة تقوم على أساس الاحترام المتبادل وقيام كل واحد بما عليه دون انتهازية ولا محسوبية ولا مناطقية حتى لا يظل أبناء هذه المؤسسة
يتساقطون كأوراق الخريف..
لقد اسمعت إذ ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي