مصر التي في القلوب

حسين العواضي


 - ? لمصر رائحة عبقة خاصة.. وزكية أيضا يشكل مزيجها الرائع انسياب نيلها العظيم.. وهيبة آثارها وألفة أهلها الطيبين.
? وحين تطأ مطار القاهرة تنعشك هذه
حسين العواضي –

? لمصر رائحة عبقة خاصة.. وزكية أيضا يشكل مزيجها الرائع انسياب نيلها العظيم.. وهيبة آثارها وألفة أهلها الطيبين.
? وحين تطأ مطار القاهرة تنعشك هذه الرائحة الندية.. تنسيك متاعب السفر وتمنحك نشوة التجوال وتهديك طمأنينة الاستقرار.
? المصري إنسان ودود لا تحتاج إلى وقت لتربط معه صداقة وثيقة.. أليف.. صبور.. ومضياف.. قنوع وخفيف الدم.. ابن بلد.. يدخل القلب فلا يغادره.. لهجته محبوبة مرغوبة.. وقفشاته تثير الضحك.. والحزن.. وتستحق التفكير.. والتأمل.. والإعجاب.
? والمصريون ملوك السخرية.. وسلاطين النكتة السياسية.. وكلما زادت معاناتهم وحاصرتهم الهموم وقست عليهم الظروف.. أفرزوا نكاتا سياسية حارقة يقذفونها بحدة وذكاء في وجوه الحكام والنافذين والطغاة والعابثين.
? قلت للسائق – عم حامد – بعد أن غادرت صالة الوصول في محاولة لكسر حاجز الصمت وفتح منافذ للحوار الذي اشتقت إليه : عندكم رئيس طيب وابن حلال يا أسطى حامد.
? لم يستغرق وقتا في التفكير وكأن الإجابة كانت جاهزة تترقب القادم الفضولي لتقفز إلى وجهه سريعة ساخطة تلقنه درسا بليغا عقابا لسذاجته وحشر أنفه في ما لا يعنيه.
? والنبي يا بيه وأنت راجع عالمطار خده معاك ينالك أجر وثواب.. شوف سعادتك.. حسني كان أرحم من مرسي.. والسادات أرحم من حسني.. وعبدالناصر أرحم منهم كلهم أولاد الأبالسة.
? الساعة العاشرة مساء أحتسي شاي الكشري في مقهى الراحلة الكبيرة أم كلثوم بميدان التوفيقية وسط البلد.. حيث روح مصر ورائحتها وقلبها النابض.
? بين يدي صحيفة «الأهرام» الرسمية.. وصحيفة «الوطن» الأهلية – بتاع بكره – المسافة الآن صارت شاسعة وتطول يوما عن آخر بين صحيفة عريقة محافظة وصحيفة منطلقة ناهضة بعناوين جامحة وحرية سقفها السماء.
? صراع بين صحيفتين.. الأولى يتلاشى بريقها المعهود بعد أن احتكرت موقعها المرموق في شارع الصحافة.. وكانت طبقة من المصريين لا تصدق أن أحدا مات ما لم ينشر خبر وفاته في صحيفة «الأهرام».
? وقراء جدد يقبلون على «الوطن» لجرأتها ومهنيتها الحديثة.. قراء من جيل الوسط ساخطون على كل شيء.. أما الجيل الشاب فإنه هاجر إلى دهاليز الفضاء الإلكتروني وقطع علاقته بالصحافة الورقية إلى غير رجعة.
? تأملت منú يشتري «الأهرام».. زبائن مسنون متقاعدون.. شيء من الوفاء.. وقليل من الإدمان.. أما أنا فابتعته اليوم لأنه أطربني صوت بائع الصحف.. «الأهرام» بتاع بكره!!.
? لماذا نحب مصر سؤال عبيط¿ وعندي إحساس أنه حب عنيف وعفيف .. والإجابة تنقض من شأنه ومكانته.
? أول مدرس علمنا حروف الانجليزية .. مصري .. الهامي كامل علي كانت له طلعة مهيبة وصوت جهوري .. وقامة سامقة وروح الدعابة المصرية المحببة.
? وأول صحيفة عربية قرأناها كانت صحيفة الأهرام التي تباع بمكتبة الاندلس .. ودار القلم .. ويبسطها زميلنا الحرازي أمام دار سينما بلقيس.
? وأول فيلم شاهدناه مصري لعنترة ابن شداد وقبل عرضه منحتنا دار السينما إكرامية مسبقة بعرض مباراة الزمالك وريال مدريد الذي لعب فيها النجم الراحل علي محسن المريسي.
? مصر البهية حين تصاب بالزكام – تعطس – الخرطوم والجزائر .. وصنعاء .. وبيروت .. مصر الآن ليست على ما يرام ونخشى عليها مما هو أخطر وأقسى من السعلة والزكام.
? حركات .. تمرد .. وتجرد .. ويقترح الزميل الصحفي إبراهيم العشماوي حركة تشرد .. تبعث بكل من يريد لمصر الويل .. والخراب إلى الجحيم.
? مصر أم الدنيا .. وأبوها أيضا .. حلمنا الجميل وعمرنا الذي لا يشيخ لها في ذاكرتنا مكانة أثيرة وفي قلوبنا حب لا يزول.

آخر السطور
للشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم

مصر يأمة يا بهية
يأم طرحة وجلابية
الزمن شاخ وانتي شابة
هو رايح وانتي جاية

قد يعجبك ايضا