لا تخذلوا الشعب

علي العماري


 - 
الدولة المدنية العنوان الأبرز لمطالب الشعب أما البديل في حال غيابها فهو الفوضى اللاخلاقة
علي العماري –

الدولة المدنية العنوان الأبرز لمطالب الشعب أما البديل في حال غيابها فهو الفوضى اللاخلاقة ومن بديهيات الحياة وأبجدياتها نفهم أن غياب دولة النظام والقانوني يعني بالضرورة سيادة الفلتان وانعدام الأمن والأمان وكلما غاب القط حضرت الفئران للاحتفال على دقات طبول الخراب والدمار وعزف رصاص الموت وقصة فأر سد مارب أنصع مثال فكيف يستمر بنا الحال على هذا الموال الدال على عبثية الذات والتدمير من الداخل والاتكال على قطرات الغيث ونجدة الآخر.
بنعمر يصرخ في وجه عتاولة الإرهاب والتخريب والتقتيل ولصوص الأحلام وناهبي الثروات حزين جدا من أجل اليمن ومستاء جدا من بعض بني جلدتها المعطلين لمسار التغيير بعدما نخرت سوستهم البلد من الداخل ورهنوه للخارج وباعوا أطرافه ومزقوا أوصاله وشرايينه وأردته واغتالوا ورده وزرعوا الشوك في طريقه ودربه الوعر.
الرجل يشكو بمرارة من عبث المخربين الذين يحرمون إخوانهم المستضعفين من نور الكهرباء حتى في شهر رمضان والأشد إيلاما صمت السلطات وسكوتها على أمثال هؤلاء وتركهم يعبثون ويسرحون ويمرحون كما يشاءون من دون رادع ويجري أحيانا مكافأتهم بدلا من معاقبتهم.
السؤال المزروع على كل لسان هو : لماذا عادت مظاهر الفوضى والفلتان والعنف إلى حياتنا من جديد وقد كادت تنتهي من المشهد السياسي اليمني الراهن ومن المسفيد من ذلك إذا لم يكونوا من فقدوا السلطة¿ الجواب عند أصحاب الحل والعقد الذين قبلوا تحمل مسؤولية نقل اليمن من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية.
الأوضاع الراهنة غير الحالية لا تحتاج إلى متابع ذكي ومواطن داهية لكشف سبر أغوارها فالصورة باتت واضحة بكل أبعادها وتجلت أكثر مع مرور الأيام والأسابيع والشهور من عمر المرحلة الانتقالية المزمنة والمحددة بسنتين وغدا الشعور بالإحباط من سوء الأحوال حالة عامة وعلامة استفهام صارخة وغصه ملازمة للمواطن الغلبان مع عجز الدولة عن حمايته وتأمين الخدمات اللازمة له ولعائلته.
ومن غير المفهوم أو المقبول إطلاقا أن تتقاعس الدولة عن أداء مهمة أمن الوطن وسلامة المواطن وتوفير حياة كريمة للمجتمع وإلقاء اللوم في كل ما يحدث على أعداء خياليين وغير مرئيين فالناس بانتظار أن تتغيير أوضاعهم إلى الأفضل وليس الأسوأ.
الجموع ملت الوعود الفارغة والخطب الرنانة والكلام المعسول والفبركات الزائفة عن وجود قوة خفية ولعينة تتربص بنا لتحبط خططنا وتثبط عزائمنا لأن الشعب نزع القناع عن هكذا ادعاءات متكررة لسيناريو قديم لم يعد ينطلي على أحد أو يصدقه لقد شبعنا أوهاما وحانت لحظة الحقيقة لتسمية الأشياء بأسمائها وإخطار الشعب بحقيقة الأوضاع لتقرير مصيره وتحديد مستقبله بأمان وسلام.

قد يعجبك ايضا