تحميل الزوجة فوق طاقتها وثورة غضب أسري يباغت رسالة الشهر الروحانية
تحقيق أسماء البزاز – أمل الجندي

تحقيق / أسماء البزاز – أمل الجندي –
طل علينا الشهر الكريم بأيامه الرائعة التي لا تعوض في أيام المحبة والتراحم والعطاء والتقرب إلى الله عز وجل بمواساة المحتاجين والفقراء في شهر الصيام والتعبد والإنابة إلى الله ويستعيد الجسد نشاطاته وطاقته فرمضان فرصة لتنمية العلاقات الحميمة وبالذات تلك العلاقات الزوجية والأسرية بما يحمله من مشاعر دافئة ولحظات هانئة قل أن يجد لها مثيلا إذ إن التعاون والتآلف هما سر دوام تلك العلاقة.
ومن هذا المنطلق كم هو عظيم أن يقدر كل طرف شريكه الآخر ويشعره بذاته وحقوقه ويجعله شهرا لإصلاح ما قد انكسر بينهما وعكر صفو حياتهما وتنمية العلاقات الأسرية بالكلمة الطيبة ومشاعر التقدير والاحترام لكل مكون أسري ويقدر مكانته العظيمة ودوره الجوهري في التماسك الأسري إلا أن ما قد يعكر جمال وصفو هذا الجو هو التمادي الذي يحدث في هذه الأيام من الإسراف في إعداد الولائم المختلفة بذريعة العزائم والضيوف أو التنوع لتعويض الجسم عناء صيام يوم كامل من طعام وشراب لتتحمل الزوجة أعباء أخرى عن واجباتها الأساسية والتي قد تكون هذه المعضلة سببا في خلق المشاكل الزوجية.
ابتليت بها !!
وكان لنا لقاء مع أحد أولئك الأزواج محمد فائق – تاجر جملة- حيث يقول: كنت قد ابتليت بزوجة لا تقدر ولا تعطي بالا لمعنى الحقوق والواجبات ولا أدري كيف صبرت عليها لمدة ثلاث سنوات.. ففي أول شهر رمضان المبارك اتصلت لها بأنني قد عزمت على وليمة الإفطار مجموعة من الأصدقاء المقربين وبعض التجار القادمين من الإمارات الذين تربطني بهم صداقة عمل وتجارة ناجحة ونبهت عليها مرارا وتكرارا بالاعتناء بهذه المناسبة الكبيرة خاصة وأننا في أول أيام رمضان بالإضافة إلى مكانة هؤلاء التجار الخاصة بالنسبة لي .
ويضيف فائق: عدت إلى البيت مع ضيوفي وأفاجأ حينها بعدم تواجدها في المنزل ولم تقم بتجهيز أو إعداد أي شيء للإفطار والعشاء اتصلت بها على الفور فردت «أنا اليوم معزومة عند بيت أهلي دبر نفسك» فلم أتمالك أعصابي حينها ولم ألق جوابا مناسبا سوى « رمضان كريم وأنتي طالق بالثلاث «.
بينما تخالفه الرأي فدوى إسماعيل -مدرسة مادة الاجتماعيات وربة منزل – قائلة: المشكلة أن بعض الأزواج لا يقدرون قيمة المرأة وأهميتها في المجتمع خاصة إذا كانت موظفة فهم يكلفونها بالقيام بأعمال فوق طاقتها وأضافت: إن زوجي ينتظر قدوم رمضان والمناسبات بفارغ الصبر لإقامة الولائم والعزائم ويربطني معه في البيت طيلة إجازة الشهر فتارة يقول اليوم أقربائي سيأتون من القرية واليوم التالي يقول عزمت أصدقائي.. الخ وهكذا ناهيك عن أصدقاء عمله الذين يتوافدون معه يوما بعد آخر حتى أهلكت نفسيا وجسديا من الإعياء والعمل.
وأضافت: فنشب صراع كبير بيني وبينه إزاء هذا الأمر فأنا لا أقوى على إسرافه ومجاملاته الجنونية لينتهي بي الأمر برمي كلمة الطلاق الأولى ولكني بعد ذلك دعيت أختي لتساعدني تجنبا للطلقة الثانية.
الشهامة والقبيلة
إن العزائم وإعداد الولائم خاصة في أيام رمضان والمناسبات هي دليل على الكرم والشهامة والقبيلة هكذا استهل حديثه نعيم حسن طاهر – تاجر ج