باقي من الزمن
عائشة الطويلي
عائشة الطويلي –
* تتعاقب اللحظات لحظة بلحظة , تدور عقارب الوقت ساعة بساعة , تعلق في ذهنها بقايا حروف | أرقام , تتمدد
أمامها جمل .. عبارات تجول , تغيب تعود .. تضطرب تستقر .. تبقى قليلا مؤجلة في الذاكرة , لوقت استدعائها …!
تموت قبل ذلك بثوان قريبة , تغادر قاعة الحسم مرهقة.! لا تعود إلا بعد انتهاء الحدث.
* جزء من الثانية تمر .. تكتب عنوانا ظل يصاحبها طوال الوقت .. يبدأ القلب بالخفقان , تأسره أسئلة أخرى ..تزدحم في طابور الاستدعاء , بينما هي غارقة في الإجابة تتداخل أصوات صاخبة تعلو ثم تنخفض ..تفقدها السيطرة على التمييز .. الوصول لبر الاجابة ..
صوت خافت يأن خلفك .. اهدأ اهدأ .
*تتأخر أوراق الاختبار .. تزداد حدة الأرق .. يطفو الغضب على سطح المكان .. حتى هاجس الخوف يتلعثم متقوقعا حول قدميه .
جاءت الورقة , تسقط الأضواء حول السؤال الأول .. تنتقل على الثاني .. الثالث .. العاشر .
تصاب الذاكرة بفقدان متدرج , إلا من إجابة واحدة في جزء الورقة| الذهول
*تحدق في ضواحي السجن المطلق , تتأتأ بكلمات سرية , تفتح باب الشرفة بصلاة الابتهال .. تسأله عز وجل العون والثبات , تخاطبه أن اليوم ثمة أشياء ستتغير .. حتى الذنب الأصغر لن يتكرر .. فقط أنجو الآن ..!
*باقي من الزمن ربع .. نصف .. خمس .. ثلث , وألسنة حادة تقرأ الخاتمة , يسرع القلم في تلافي الكلمات الطائرة..إنه يبطأ شيئا فشيئا , تتجمد أناملها , تحاول .. تعجز .. تحاول .. تعجز , يد خفية تمتد نحو الورقة ..!
تشد ذراعها بقوة .. تلطشها بخفة .. يتوقف المشهد ويبقى المكان خالي إلا من بعض الأقلام المنكسرة على طاولة الدهشة ..!
*ماذا تبقى¿ أسئلة عديدة تمر من خلف الورقة , وعلى أرضية المكان يسقط الوقت عاجزا .. ينتظر في دهاليز المكاتب العائمة بأوراق الحظ , يسعى كما تسعى الجميع من أوراق الحق , في أن يصطادها الثعلب الماهر..ليغير خارطة الحظ فيضمن لها البقاء .. ولو لوقت ما.