المدح حلال المشاكل

حنان عوبل

حنان عوبل –
كلمات المدح والثناء لها مفعول السحر بين الزوجين فهي توطد أواصر المودة و المحبة والألفة بينهم … وخاصة إذا كانت صادقة و خارجة من القلب .
الكثير يعلم ويدرك أهمية الشكر والمدح والثناء في تقوية روابط العلاقات الإنسانية و الاجتماعية وخاصة الزوجية منها …ولكن بالرغم من ذلك فإن الكثير من الأزواج و للأسف يهملون هذا الجانب ويعرضون عنه و لا يقيمون له إي أهمية …مع أن المدح والثناء بين الزوجين شيء هام و ضروري بالإضافة إلى أنه يعتبر من أساسيات ومقومات البيت السعيد و الناجح …
فكم تسعد الزوجة وتسر ويزداد عطاؤها عندما تسمع كلمة شكر من زوجها على طبخة أعدتها له بعد جهد وعناء …أو كلمة ثناء على جمالها أو أناقتها أو جمال مظهرها …وكم يسر الزوج ويسعد وينشرح صدره عندما يسمع كلمة شكر ( يعطيك العافية ما قصرت الله يقويك ربنا ما يحرمنا منك ) على غرض أحضره معه إلى البيت أو على إصلاحه لجهاز كان معطلا …أو عند سماعه لكلمة مدح وثناء على إخلاصه و بذله وعطائه و تفانيه في رعايته لبيته و إسعاده لأسرته
…هي كلمات بسيطة لا تكلفنا شيئا ولكن تأثيرها على من نحب يكون كبيرا جدا …فنحن جميعا نحب أن نسمع كلمات الإشادة و الإعجاب ممن نحب وسماعنا لها يزيد شعورنا بالألفة و المحبة والتقارب …
ولكن للأسف هناك من يبخل بها على من يحب وعدم قولها والبوح بها قد يكلفنا الكثير…فكم من زوجة تركت التزين لزوجها و أهملت في نفسها و بيتها بسبب عدم سماعها من زوجها لكلمات عذبة تدغدغ مشاعرها وتهز أوتار أحاسيسها المرهفة كامرأة تعشق وتحب سماع كلمات المدح والثناء على أنوثتها و جمالها …وكم من زوج وجد ضالته خارج بيته من الكلام المعسول نتيجة لإحجام زوجته عن إشباع حاجته الماسة لمن يمدحه و يثني عليه … فالمدح بين الزوجين يدخل الفرح على النفس وهو حاجة نفسية يحتاجها كلا الطرفين ولنا في رسول الله اسوة حسنة صلى الله عليه وسلم في مدحه لزوجاته منها ثناؤه على خديجة رضي الله عنها: فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها والثناء عليها وقد روى الإمام البخاري بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة»
وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا: «رزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها»
وقوله لزوجته صفية بنت حيي بن أخطب عندما بلغه أن حفصة قالت لها : بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: «ما يبكيك»¿ فقالت: قالت لي حفصة رضي الله عنها إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفتخر عليك¿!»
وكذلك كن زوجاته فهذه خديجة رضي الله عنها: عند نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقبلته زوجته الحنونة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرادت أن تطمئنه وتبث في قلبه السكينة والطمأنينة قالت له تذكره بصفاته العظيمة وأعماله الجليلة: )كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلأ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق (
بهذه الكلمات المطمئنة الواثقة نطقت خديجة رضي الله عنها فكانت كلماتها تعكس شخصية الزوجة المعينة وطبيبة النفس الماهرة الواثقة وخبيرة الحياة المحنكة لتزيل الخشية التي عبر عنها رسولنا الكريم بعيد أول مقابلة مع جبريل ـ عليه السلام ـ إذ قال صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها: «لقد خشيت على نفسي» فكان دور الزوجة الصالحة هو التخفيف عنه صلى الله عليه وسلم وتأكيد عناية الله به مستشهدة بخصال كريمة وسلوكيات حميدة يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم .
اذن المدح هو الاسلوب الراقي والاسلوب الحضاري الذي يرتقي به الزوجان وهو روح الحب والالفة والتوادد و تجعل الحياة الزوجية حياة رائعة وراقية وليعلم الجميع أن نظرات الإعجاب والإطراء أهم وأدعى إلى الابتهاج من الغذاء وأدوية الشفاء….. ودمتم بود

قد يعجبك ايضا