تعز.. عبقرية المكان وكتلة الحقد

عبده جحيش

 -  إن العناية الإلهية قد حبت بما يعرف بـ«عبقرية المكان» وكما شملت هذه العناية الدول فقد منحها المولى عز وجل لبعض المدن أيضا.. وما وجدت هذه الدول أو المدن إلا لإحراز نجاحات عظيمة ومكتملة في تاريخها
عبده جحيش –
إن العناية الإلهية قد حبت بما يعرف بـ«عبقرية المكان» وكما شملت هذه العناية الدول فقد منحها المولى عز وجل لبعض المدن أيضا.. وما وجدت هذه الدول أو المدن إلا لإحراز نجاحات عظيمة ومكتملة في تاريخها ولكنها أي هذه الدول أو المدن قد تتعرض لنكسات أو ويلات يضرب بها المثل وبما يجعلها تتراجع عن موقعها الحضاري المتقدم وإن حدث مثل ذلك في أي عصر من العصور يجب أن لا يعزى هذا التراجع إلى عبقرية المكان وإنما إلى أخطاء القادة والحكام من مواطني هذه الدول أو المدن.
وخلال فترات متعاقبة من تاريخ تلك الأماكن يقيض الله من مواطنيها من فيهم جانب إيجابي بحيث لا يقتنعون إلا أن تكون أوطانهم أو مدنهم محتلة للصفوف الأولى من مشاريعهم الكبرى للانجازات وفي زيارتي الأخيرة «للباسمة» تعز تجلت لي عبقرية المكان الذي حبى الله به هذه المدينة بحيث صيت تلك العبقرية في استثناء وحيد لا يصدق.. تمثل في ثلاثة أحرف وثلاثة شواهد مكانية أما الثلاثة الأحرف فهي «ت ع ز» أم الشواهد المكانية التي تستمد منها تعز سحرها فهي:
– «عدنية» المدينة القديمة التي تعرف اليوم بتعز «الباسمة» وليس الحالمة
– وقلعة القاهرة الشماء حصنها الحصين والتي ترتفع عن وسط المدينة أو ما يعرف بميدان التحرير بما يعادل ثمانين طابقا من ناطحات السحاب
– أما الموقع الثالث فهو جبل صبر الشامخ الذي يحتضنها برفق وكان ولا زال يمدها بكل مقومات الحياة والجمال.
من يصدق أن هذه المدينة الموغلة في التاريخ كانت ولا زالت من المدن القليلة التي تستعصي على النوائب والمحن حتى أن ثلاثي المكان «المدينة القلعة الجبل» يكاد يكون اختصارا للتاريخ نفسه وتلك لعمري قيم تعز «الحضارة والإنسان» وذلك لعمري قمة المجد والفخر لكل منتسبي ومحبي المدينة الباسمة تعز تلك مقدمة كان لا بد منها لتاريخ مجيد نستشرف منه مستقبلا مشرقا بإذن الله تعالى تحقيقا للقول المأثور «من ليس له ماض لا مستقبل له يرجى».
ولكن ماذا عن حاضر اليوم¿
وآه من كلمة لكن.. أين تعز وأبناؤها مما يعانون من منغصات يومية من قبل مجموعة قليلة من أبنائها تتصف بأنها غارقة في «كتلة من الحقد» على كل ما هو ناجح وجميل في عموم الوطن اليمني بشكل عام ومحافظة تعز بشكل خاص.. وإلا بماذا نفسر كل تشهده المحافظة من فوضى وتخريب وإقلاق للسكينة العامة وأمن المواطن.. في وقت توافق غالبية أبناء المحافظة على أن يكون المسؤول الأول فيها هو أحد أبناء هذه المحافظة.. رجل عرف بطهارة اليد وعفت اللسان ناجح على المستوى الشخصي والعام..
كان قبل وصوله إلى منصب الرجل الأول في المحافظة صاحب المشروع الحضاري لتطويرها وبما يجعلها أحد أجمل مدن الشرق الأوسط وكما يعلم الجميع فقد كان أبرز رواد الانجازات الكبيرة التي شهدتها محافظة تعز ومجلسها المحلي لأكثر من عقد من الزمن.
لن أثقل على القارئ الكريم بذكر تلك الممارسات التي تعمل عليها مجموعة ثلة الحقد في محافظة تعز اليوم ويمكن الإشارة إلى هدفها فقط فهي تهدف إلى السيطرة على مفاصل السلطة في محافظة تعز وأهمها تولي السلطة على قطاع التربية والتعليم وقطاع الأمن والحكم المحلي لتعيد تلك القطاعات إلى عصر ما قبل التنوير والتقدم الحضاري.
كتلة الحقد في تعز تجد لها أنصارا في أعمالها التخريبية من مجموعات المستغلين.. الفاسدين.. المبتزين وكلهم معاول هدم هدفهم غرس اليأس في نفوس أبناء تعز عقابا لهم على ريادتهم لثورة التغيير التي أحدثت هذا التغيير الثوري الحضاري في عموم الوطن اليمني وأخيرا أوجه دعوة صادقة لكل الشرفاء من أبناء تعز أن يلتفوا حول محافظهم الشاب الذي لا هم له إلا خدمة المحافظة وأبنائها وأعتقد جازما أن المجتمع التعزي قادر وكما كان دائما على احتواء كل عناصره بحيث ينصهر فيه الخير مع الشر ليعود إلى خواصه الطبيعية ليصبح مجتمعا يقبل بالحب والسماحة أنها عودة إلى قواعد الخير والمساواة وتعز لن ترتقي وتتطور إلا بتكاتف كل أبنائها المخلصين ونضع خطا تحت كلمة «المخلصين» فالمكاسب الكبيرة والعظيمة لا يصنعها ولا يحمل شرف تحقيقها إلا المخلصون أما الفاسدون والمفسدون فهم بعيدون كل البعد عن تحقيق المنجزات العظيمة وكل ما يتصل بالخير والمصلحة الوطنية.. وفي حضرة عبقرية المكانة التعزية نستذكر ما قاله الشاعر الكبير مطهر الإرياني حيث قال:
يا قافلة عاد المراحل طوال
صفي صفوف أم رجال
والله معك حامي وحارس

قد يعجبك ايضا