بنعمر: اليمنيون قدموا نموذجا حضاريا في الانتقال السلمي للسلطة
صنعاء سبأ
صنعاء/ سبأ –
أكد المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر أن اليمنيين واليمنيات قدموا نموذجا حضاريا رائعا ومتفردا على مستوى المنطقة ليس في نقل السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية والخروج من الأزمة عبر التسوية السياسية السلمية فحسب بل وفي انتهاج الحوار كوسيلة حضارية مثلى لمعالجة مختلف القضايا على الساحة اليمنية ولرسم استراتيجية طموحة لصنع المستقبل الأفضل وبناء الدولة المدنية الحديثة .
جاء ذلك في كلمة ألقاها في الحلقة النقاشية المفتوحة التي عقدت أمس بصنعاء لمناقشة دور المرأة اليمنية في العملية الانتقالية بحضور أمين عام مؤتمر الحوار الدكتور أحمد عوض بن مبارك .
وأشار إلى أن حكمة اليمنيين قد جنبتهم الانزلاق الى ويلات الصراع كما حدث في عدد من دول الربيع العربي وخصوصا ليبيا وسوريا مشيدا بما يقدمه اليمنيون واليمنيات من خلال اجتماع ممثلي مختلف الفئات والمكونات على طاولة الحوار تحت سقفا واحدا لمناقشة قضاياهم.
وأثنى بنعمر على المشاركة الفاعلة للمرأة اليمنية وحضورها المتميز في مؤتمر الحوار .. معبرا عن سعادته لما لمسه خلال هذا النقاش المفتوح من حرص لدى المرأة اليمنية على تعزيز مشاركتها بجانب اخيها الرجل في صنع اليمن الجديد.
وقد تحدثت خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها الأمانة العامة لمؤتمر الحوار بالتنسيق مع الأمم المتحدة العديد من الأكاديميات والقيادات النسوية وعضوات في مؤتمر الحوار وقيادات عدد من منظمات المجتمع المدني وناشطات في عدد من المحافظات الى جانب عدد من الباحثين والمهتمين بقضايا المرأة.
وتركز النقاش في الحلقة على تقييم دور المرأة اليمنية في العملية الانتقالية والسبل الكفيلة بترجمة تطلعاتها لتعزيز مشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي الحياة العامة مستقبلا.
وشخص المتحدثون والمتحدثات في كلماتهم التحديات التي تواجه تعزيز مشاركة المرأة وفي مقدمة ذلك بعض العادات والتقاليد المجتمعية والنظرة الدونية إلى عمل المرأة وارتفاع مستوى الأمية بين النساء خصوصا في الريف .
وأكدوا على أهمية استغلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل لترجمة كل غاية وطموحات جماهير الشعب اليمني في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة العدالة والمساواة وتضمين مخرجات نصوصا دستورية وقانونية واضحة لا تقبل التأويل تكفل حقوق المرأة وتمكينها سياسيا وفي مواقع صنع القرار.. مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية تبني نظام الكوتا لضمان وصول المرأة الى نسبة 30 % من المقاعد في الانتخابات النيابية والمحلية وتحديد هذه النسبة أيضا لتواجد المرأة في مواقع صنع القرار في مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة بل وفي مختلف المواقع القيادية الحزبية ومختلف تكوينات منظمات المجتمع المدني .
وشددوا على أهمية أن تعطى أولوية في خطط الدولة والحكومة خلال الفترة القادمة للنهوض بواقع المرأة اليمنية ومعالجة مختلف قضايا وفي طليعة ذلك تبني التعليم الإلزامي للفتيات وتوفير المدارس والمعلمات في المدن والريف بما يكفل تقليص الأمية إلى أدنى مستوى وكذا تطوير مستوى الخدمات الصحية التي ترعى الأم الحامل بجانب التوسع في مراكز التدريب والتأهيل النسوية لتأهيل النساء العاطلات وإكسابهن مدرة للدخل وإعطاء أولوية لتوظيف الخريجات الجامعيات .
واستمع المبعوث الاممي أثناء الحلقة النقاشية المفتوحة إلى آراء وتطلعات النساء اليمنيات من مؤتمر الحوار ومقترحاتهن لضمان نجاح المؤتمر ومطالبهن بضمان تواجد المرأة بنسبة تمثيل لا تقل عن 30 % في مختلف تكوينات مؤتمر الحوار سيما لجنة التوفيق ولجنة صياغة الدستور .
كما استمع إلى رؤاهن إزاء مختلف القضايا المعروضة على مؤتمر الحوار والسبل الكفيلة بتعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المواطنين والمواطنات الذين لم يشاركوا في مؤتمر الحوار من إيصال أصواتهم وآرائهم ومقترحاتهم إلى المؤتمرين .
وقد عبر أمين عام مؤتمر الحوار الدكتور أحمد عوض بن مبارك في ختام الحلقة عن سعادته بالآراء القيمة التي طرحتها المشاركات في هذه الحلقة .. مؤكدا أن قضايا المرأة اليمنية وتعزيز مشاركتها حاضرة وبقوة في مختلف مداولات المشاركين في مؤتمر الحوار سواء من خلال المشاركات او من المشاركين .